6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس استثمار 100 مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي تطوير أول حارس إنقاذ بالذكاء الاصطناعي في الأنهار

جورج موسي يكتب : الطائرة لن تصل أبداً

بعضهم ينتظر أقرب ألأقربون ، و قد ينتظر بعضهم أب أو أم أو زوج أو زوجه أو أبن أو أبنه أو أخ أو أخت وربما ينتظر صديق ، ساعات قليلة وربما دقائق و يصل الأحباب الذين ربما لم نراهم منذ سنوات ، ثم تتصارع الأفكار والأسئلة داخل هذا المنتظر ، كيف يبدو ألآن ؟ هل تغير ؟ هل مازال يعشق كرة القدم و الذهاب الي دور السينما ؟ هل مازال يحتفظ بخفة الدم التي لم أري نظيرتها في حياتي ؟ كيف سيكون اللقاء؟ سأظل أعانقه دقائق وربما ساعات فأنا أفتقده كثيراً ، لا يجب أن تضيع لحظة واحدة من الآن ، قمت بتحضير برنامج يومي لنا كي ما نفعل سوياً كل شئ كما تعودنا في الماضي ، لعن الله الغربة فرقت الأحباب ، بعضنا يموت كل يوم من الفراق ، وبعضنا يحيا الحياة بلا طعم ولا رائحة بدونهم ، عجباً كيف تحملت أنا وتحمل هو كل هذا الفراق ؟ ولكن لما هذه الأفكار ألآن؟ ليس وقتها سأذهب لتفقد شاشة المطار ، لا أطيق أنتظاراً ، عجباً لماذا أختفت الرحلة من علي الشاشات ؟ أصمت يا عقلي وكفاك أفكاراً وأسئلة انهم يذيعون شيئاً ألآن عن رحلته، ماذا ؟ لماذا يريدون أن يتحدثوا ألينا قي غرفة مغلقة ؟ هل ستتأخر الرحلة ؟ أنا لا أطيق الأنتظار أكثر من هذا ، ماذا يذيعون الآن في شاشات تلفاز المطار ؟ أنه مشهد تحطم طائرة ، أنها رحلته ، نعم رحلته أعلم رقمها جيداً ، لن اراه مجدداً ، هل سقطت الطائرة أم سقطت أنا من حسابات الدنيا ، لماذا أسقط وحدي علي الأرض ألآن ؟ أين هو كي ما اتكأ عليه ؟ لابد أنه يوجد فرصه للنجاه ، قد يكون من الناجين ، ولكنهم يذيعون أن الجميع ذهب في التحطم ، هل أنتهي كل شئ؟ هل سقطت الطائرة أم أسقطوها ؟ حتي ألسماء لم تعد آمنة ، كل فرد من هؤلاء الضحايا ورائه عائلة ستحزن ما تبقي لها من العمر . نحن ندفع ثمن أشياء لا ناقة لنا فيها ولا جمل ، نحن نفقد حياتنا وحياة الأحباء دون أن نعلم لماذا ، لا هو ولا أنا أعرنا السياسة يوماً أهتماماً ولا هو ولا أنا تمنينا أنتصار هذا علي ذاك فلم يعنينا يوماً لا هذا ولا ذاك ، أحببنا الجميع وأعطينا الجميع و تمنينا الخير للجميع فلماذا ندفع الآن ثمن صراع لا نعرف عنه شيئاً ؟ يقولون أنهم أسقطوا طائرته بالخطأ ، هل هذا هو خطأكم أو خطأهم ألوحيد؟ بدون العنجهيه و التباهي بعضلات ألأذرع والأقدام واللسان لم أكن سأذهب الي البيت وحدي الآن وأعيش ما تبقي من العمر مكسوراً أتمني الموت كل لحظه حتي ألقاه؟ في بضع دقائق تعتذرون وتذهبون وتأكلون وتشربون وكأن شيئاً لم يحدث بينما نحن ندفع الثمن كل لحظة ، توقفوا يا قوم و لا تقتلونا ولا تحرقونا بنار كراهيتكم لبعض ، أتركوا الشعوب تعيش فنحن نحب الحياه . لا نريد أعتذاركم هذا ، نريدكم أن تتوقفوا عن لعبة الموت هذه ، لعبة الموت التي نموت فيها نحن وتعيشون أنتم تتمتعون بصولجانكم وتيجانكم وعمائمكم وجميعكم يتاجر كي ما يحتفظ بعمامته وصولجانه ، كفوا عن تجارتكم فالتجاره بأرواح الشعوب فجر وعار حتي لو كان من خلف صولجان وحتي لو كان من خلف عمامة.