جورج موسي يكتب : ما بين سيدة القطار وسيدة الكرم وطفلاً أخرجوه من قبره ....وطناً يبحث عن صفية جديده !!!
بقلم: جورج موسي
في مشهد لو تكرر ألف مرة كل يوم في المحروسة ستجد نفس رد الفعل من عشرات المصريين أيضاً يتكرر ألف مرة ولا أنا ولا أنت سنجد أي غرابة في ذلك ، ولكنها ليلة قدر صنعوها بأنفسهم لأنفسهم من لا شئ من أجل شيئاً ما في نفس يعقوب ويا له من يعقوب ! أحدهم بصدفة أو بغير صدفة قام بتصوير سيدة مصرية لها كل التقدير والأحترام رفضت أوامر رئيساً مستفزاً لقطار أراد أخراج جندي من قطاره لأنه لم يدفع ثمن تذكرة الركوب فقامت السيدة بدفع ثمن التذكرة عوضاً عنه ورفضت نزول الجندي من القطار ويالهول ما حدث بعد ذلك ، لقد كانت ليلة القدر المصطنعة للسيدة " صفيه" التي أصبحت بين عشية وضحاها أسطورة و رمزاً لكل شئ ، فرأي الوطن العزيز فيها "صفية زغلول" جديدة أو "صفية" القرن الواحد والعشرون ، غير أن صفية الجديدة أنهالت عليها التكريمات والعطايا من كل حدب وصوب !! فها هو رئيس الجمهوريه يهاتفها ويرسل لها الهدايا الثمينة و يكرمها وزير النقل ووزير الدفاع ووزير التعليم والمحافظ و يتم تعيينها في المجلس القومي للمرأه و تتلقي المجوهرات والهدايا والعطايا ورحلة عمرة ناهيك عن عشرات اللقاءات التليفزيونية التي تكرم سيدة القطار البطلة السيدة "صفيه" التي ضحت بأثنتين وعشرين جنيهاً فصارت أماً للمصريين !! فلاش باك يا وطني العزيز ، في مشهد آخر يتم تصوير سيدة (قبطية) مسنّة ولكن هذه المرة لا هي "صفيه" ولا تم تصويرها بالصدفة فهذه المرة هي "سعاد" القبطية التي تم تصويرها بالأكراه لتعمد التشهير بها بينما يقوم أبطال القرية الأقذار بتعريتها بالكامل في الشارع أمام المارة تحقيراً لها ولعائلتها و للأقباط كافة وبينما يتم تصوير موقعة القذارة هذه وأبطالها السفلة بالصوت والصورة وينتشر الفيديو علي مواقع التواصل الأجتماعي يتم القبض علي أبنها القبطي ويسجن ويكمل مدة سجنه ويخرج ولا أحد يمس المجرمين الذين فعلوا ذلك بوالدته القبطية لا من قريب أو من بعيد وللآن يمر أربع سنوات ومازال الوطن يستشعر الحرج في القبض علي المجرمين المعروفين بالصوت والصورة و يبدو أن الرئيس أيضاً يستشعر الحرج مع الوطن أو يستحي قليلاً أم تراه مكسوفاً فالرجل خجول بطبعه !! فلاش باك مرة أخري يا وطني العزيز فمنذ عدة أيام يتم أخراج جثة طفل قبطي من قبره توفي لتوه في عامه الحادي عشر بحجة أنه ليس من حق الأقباط دفن موتاهم في هذه القرية التي يعيشون فيها ! بل ويتم أجبار أهل الطفل المتوفي علي أخراج جثته بعد القبض علي والده وتهديده ولا تتعجب أن الأب وافق وأخرج طفله من قبره فبطشهم لا يمكن أحتماله ولكن تعجب يا وطني العزيز بكثير من الحزن والأشمئزاز أن المكان الوحيد الذي يمكن أن يدفن هذا الأب (القبطي) المكلوم فلذة كبده الصغير (القبطي) يقع علي بعد مائة كيلومتر من قريته وهو أيضاً غير مسموح فيه بأعطاء الأقباط تصاريح جديدة للدفن!! فيضطر ألأقباط لأخراج جثة رجل قبطي آخر توفي منذ زمن بعيد ليضعوا الطفل المتوفي مكان عظامه !!! فلاش باك ثالث يا وطني العزيز لرجل يذبح قبطية في الشارع فيطلقوا صراحه فقد أكتشفوا كالعاده أن الرجل مختلاً عقلياً وبعد عامين يختل الرجل مرة آخري ليذبح قبطية آخري في الشارع أمام المارة ويخرج بنفس السبب لأنه مختلاً عقلياً !! وبينما في أنتظاره قبطية ثالثة تنتظر هي الأخري أختلاله الثالث لتُذبَح علي يده تجد قبطية أخري ترقص للنظام أمام لجنة أنتخابات و هي لا تعلم أنها ربما ستكون ضحية أختلاله الثالث فأختلال الرجل تخصص قبطيات بأمتياز !! هل يكفي هذا يا وطني العزيز أم كم من فلاش باك تريدني أن أعود به للوراء ، فكل يوم يأتي علينا منذ جاء رئيسنا ليحكم البلاد يحمل لنا ما لم يأتي به الأوائل !!! وكل هذا والحكومة والرئيس لم يتحرك لهما جفن !! يقولون أن العدل أساس المُلك فأي عدل هذا وأي مُلك هذا المُلك ؟! إلي الوالي باشا عزيز مصر وصانع نهضتها الحديثة!! يا من تتحدث بالساعات وكأنك البطل المغوار الذي إذا ترك مكانه فإن من سيخلفه سيخرب البلد أو يضيعها بنص قولك!!! يا من تتحدث بلهجة الواثق وكأنك قد أرسيت دعائم الدولة الحديثة فصارت تباهي الأمم في التطور ! ربما أنتخبتك أحدي هاتين السيدتين ( سيدة الكرم وسيدة القطار) أو كلتاهما فلما التفرقه بهذا الشكل الردئ الرخيص؟! أليس عرض القبطية التي أستُبيح كعرض غيرها من بنات دينك يا هدية السماء كما يزعم مريديك من الأقباط؟! هل حدث في تاريخ مصر الحديث قبل عهدك أخراج جثة صبياً من قبره لأنه قبطي ؟! أليس هؤلاء الأقباط هم من أنتخبوك وساندوك ودفعوا ثمن ذلك فحُرقَت كنائسهم و قُتَل أبناءهم و تخُطفَ بناتهم جهاراً نهاراً علي مرأي ومسمع منك ومن حكومتك ؟! يا سيادة الرئيس الذي ساقته أقداره إلي حكم بلادنا ولا أعلم هل ألومك أم ألوم الأقدار !! أعلم أن للظلم نهاية و للبطش نهاية وللتجبر نهاية وحسبك أنك رأيت نهاية من كان قبلك ومن كان قبل قبلك ولا أتمني زوال ملكك بمثل ما حدث لهما ليس حباً فيك ولكن خوفاً علي وطني! وإلي كل أعلامي داخل مصر وخارجها أعطاه الله شرف حمل قلم ليكتب به كلمة حق فأستهان بعطية الله ورقص بقلمه وبكلمته أمام هذا النظام الظالم مستثيراً غرائزه لعله يظفر بما يحب ويتمني من النظام ورجاله!! أقول لكل من أرتضي لنفسه أن يكون ملك يمين "نظام باشا" أن لمثلكم عند أي نظام من الأنظمة الديكتاتورية شيئان لا ثالث لهما والشيئان هما (العصا والجزرة) ، فإن أعطاك مولاك اليوم الجزرة فتهيأ نفسياً وجسدياً فعصاه وإن تأخرت قليلاً فهي في طريقها ألي بقعة ما علي جسدك لا محاله! فلا تبيع كلمتك ولو بجزر الدنيا كله ، فجزرة اليوم هي عصا الغد!