عبد المسيح يوسف يكتب: من يردع تاجر الإرهابيين وقرصان الطاقة بشرق المتوسط.. أردوغان؟
يبدو أنه يجد لذة كبيرة في الاتجار بالدين، والسمسرة في نفوس البشر، الذين لم يعد لهم أوطان، وينقلهم كمرتزقة وإرهابيين بين مختلف نقاط التوتر والحروب الأهلية والصراعات. لا يكل رجب طيب أردوغان، هذا المنافق المتاجر بالدين، عن تقديم نفسه على أنه الخليفة المنتظر، ويتزعم التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية الإخوان المسلمين، ولكنه في نفس الوقت لا يستطيع أن يخفي تحالفه وعلاقاته مع إسرائيل كرئيس لوزراء تركيا الحامية لدويلة قطر.
يبدو أن أردوغان، تاجر الإرهاب، فقد كل أمل في دخول أوروبا سواء من أوسع أبوابها، عندما كانت تركيا دولة علمانية، وبعد أن هيمنة التيارات الإسلامية المتطرفة علي الحكم في أنقرة، لم يعد لدى أردوغان أدني أمل في دخول أوروبا من أضيق أبوابها الخلفية.
قالها صراحة الرئيس الفرنسي بأن قيم وثقافة وعادات وتقاليد تركيا غير متجانسة مع عادات وتقاليد وثقافة وحضارة أوروبا، وهو ما أكدته في أكثر من مناسبة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وتعد برلين وباريس هما جناحي الاتحاد الأوروبي الحاكم والمسيطر. وجعل هذا الأمر أردوغان كالمجنون، في علاقاته مع أوروبا، فبعد أن كان يتعامل معها علي أنه عضو في المستقبل في الاتحاد، أصبح يتعامل علي أنها العدو الأول له بعد أن تأكد له أن .. يشوف حلمة ودنه ولا يشوف يوم وتركيا عضو في الاتحاد الأوروبي.
بدأ أرودغان يهدد أوروبا واستقرار بورقة اللاجئين، الذين سيتركهم يتدفقون بدون ضابط أو رابط، لغزو أوروبا وتدمير استقرارها، ولكن اليونان لعب دورا مهما كبوابة شرقية للأمن القومي الأوروبي، خاصة وأن دول أوربية كثيرة في الاتحاد، وتحديدا من دول أوروبا الشرقية سابقا، رفضت أي حصص لاستقبال المهاجرين، وخاصة من السوريين، الذين يخضون بصورة مريبة للسلطان العثماني المجنون، الباحث عن التوتر سعيا وراء الثروات والطاقة ليسطو عليها كما فعل في العراق وسورية وليبيا.
يحاول أردوغان بكل السبل السيطرة علي الطاقة وتحديدا الغاز الطبيعي، شرق البحر المتوسط، ولكن التحالف المصري القبرصي اليوناني، المدعوم بصورة مطلقة من فرنسا وإيطاليا، يكبل أيادي السلطان العثماني المهووس بالطاقة وتجارة الدين. وكبل هذا أيادي أردوغان وكانت صورته سيئة للغاية أمام شعبه في أنه لم يستطع أن يحقق أي استفادة من ثروات الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط,
حاول الخليفة العثماني أن يتحالف مع حكومة الوفاق الإخوانية في غرب ليبيا، ليهيمن على ثروات الطاقة الليبية، المتمركزة شرق ووسط ليبيا، ونقل عشرات الآلاف من الإرهابيين والمرتزقة وغالبية للأسف من سورية الشقيقة، إلا أن الموقف المصري الشجاع للرئيس الوطني عبد الفتاح السيسي، والذي أعلنها صراحة، كما لو كان يهدد طفل مشاغب، إذا سبب مشاكل وتجاوزت هذه الغرفة، سأضرب على رأسك، حيث أعلنها الرئيس الوطني الشجاع عبد الفتاح السيسي، أن ليبيا الشقيقة، تعتبر عمقا للأمن القومي المصري، خاصة بعد أن طلب زعماء القبائل الليبية من مصر التدخل لحماية ليبيا وثرواتها من مطامع السلطان العثماني المجنون.
وقالها الرئيس الوطني السيسي للأتراك، إذا تجاوزتم خط سرت الجفرة، فإن القوات المسلحة المصرية العظيمة والوطنية، ستتدخل مباشرة لوضع حل ودعم القبائل والشعب الليبي للحفاظ علي أمنه ومقدراته وثرواته. وبالفعل كان لموقف الرئيس السيسي تأثيرا عظيما علي تطور الأحداث في ليبيا، خاصة وأن أردوغان يدرك جيدا أن القوى الغربية الرئيسية تدعم وتساند الموقف المصري، خاصة فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا والولايات المتحدة وبريطانيا، وبقية دول الاتحاد الأوربي، وكذلك روسيا، وبالتالي فمن الجنون الرسمي أن يتجاوز الأتراك وجماعاتهم الارهابية ومرتزقتهم الخط الأحمر الذي حدده لهم الرئيس السيسي.
أردوغان لا يكف عن الاتجار بالدين من أجل تأليب الرأي العام الشعبي علي بعض القوى، ومنها فرنسا، التي تقف موقف الشجاع لدعم المواقف الوطنية في مصر ولبنان وليبيا وغيرها من النقاط الساخنة، التي هزمت فيها تركيا شر هزيمة، ولذا تعمل تركيا علي تأليب الرأي العام الشعبي، عبر وسائل الإعلام القطرية، والاتجار بالدين ضد فرنسا، علما بأن قطر تعد من أكبر الدول المستثمرة في فرنسا، في المشاريع الاقتصادية، بل وحتي في نادي باريس سان جيرمان الفرنسي.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل انقلب أردوغان علي أهم حلفاءه وهما المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وهما من الدول الفاعلة وصانعة القرار السياسي والاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط، التي بدأ أردوغان يناصبها العداء منذ عدة سنوات، في صورة تؤكد علي عدم رشادته السياسية والاقتصادية.
تركيا التي طالما حلمت وتغنت هي وقطر بأنهما سيطرا علي السودان، وستقوم تركيا بعمل قاعدة عسكرية لها في السودان، مثلما تمتلك قاعدة عسكرية بها أكثر من 7 آلاف جندي تركي في قطر، إلا أن السودان التي كانت تتغني بأنها مقصد الجماعات الإخوانية والسلفية، ارتمت أخيرا في أحضان تل أبيب، لتعلن عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مثلما يفعل القادة الفلسطينيين لفتح وحماس حركة المقاومة الإسلامية، الذين يشتمون ليل ونهار في إسرائيل، ولكنهم عندما يمرضون يذهبون إلي مستشفيات وأطباء إسرائيل للعلاج عندهم وعلي أيديهم، وعندما يفلسون، يطلبون التمويلات القطرية بجانب التمويلات الإسرائيلية، في مهازل لا يعلم المواطن البسيط عنها شيئا في الشارع. فكم شخص يعلم أن التمويل الرئيس لتأسيس حركة حماس كانت نواته الأولي من جهاز الموساد الاستخبارات الإسرائيلي، لتأسيس حركة مقاومة ومعارضة لحركة فتح الفلسطينية.
لا يجب أن نستبعد أن ما يفعله أردوغان، يزيد من التوجهات اليمينية في أوروبا والغرب، بعد أن اكتشف الشعوب الغربية، أن أحزابهم السياسية ذات التوجهات اليسارية يتم خداعها من جانب قادت الحركات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط. وسيبرز علي السطح وبقوة هذا الأمر، حال أن وفق الرئيس دونالد ترامب في الفوز بفترة رئاسية جديدة، مقابل جو بايدن الديمقراطي، المعروف بتحالف حزبه السلبي مع الجماعات الإسلامية المتطرفة وفي مقدمتها حركة الإخوان المسلمين.
هل اقتربت نهاية أردوغان، هذا أمر ليس بمستبعد لكن القوى الغربية لها حدود لتحمل نزوات وغزوات الخليفة العثماني الموتور، المتاجر والموظف للدين ضد استقرار قواعد النظام الدولي سياسيا واقتصاديا، وهو ما يتم السكوت عليه، خاصة مع استقرار الامور في البيت الأبيض بعد انتخاب الرئيس الأمريكي، فواشنطن، خاصة لو استمر ترامب لن تسك عما يقوم بها من عبث وفوضي في المنطقة، خاصة وأن عضوية تركيا في حلف الناتو لا تعني أنها معصومة من الخطأ قبالة بقية الأعضاء مثل فرنسا وإيطاليا والمانيا، خاصة وأن أردوغان اشعل النيران في مناطق عديدة من العالم، وبدأت هذه النيران تمس الغرب، من ثم يقترب أردوغان من وقت حسابه خلال الشهور القليلة القادمة