جورج موسي يكتب : قصة واقعية من دفتر وطن حزين ( أهداء إلي سمر فرج فوده)
بقلم: جورج موسي
جلس ثلاثتهم في ندوة علانيه يحضرها المئات ، كاتب يواجه رجلي دين ، أحدهما معمم والثاني غير معمم ولكنهما تشاطرا عمامة التشدد والجمود ، أفتريا عليه بكل شئ ، بلغ الأفتراء أنهما في حضور الكاتب نسبا أليه ما لم يتفوه به بالمرة ! كان هو هادئاً متزناً يرد بكل ثقة ويفند ما تحدثا فيه ويطلب منهما أثباتاً واحداً علي بعض الأفتراءات الكاذبة تلك !! كفروه و أخرجوه من الملة تلميحاً و بعض الوقت تصريحاً ، في مكان آخر جلس متشدداً آخر أخذ قراره بأعدام الكاتب المرتد في نظره وبحكم رجلي الدين الشهيرين ، أرسل صبيانه الذين لم يقرأ أحداً منهم حرفاً كتبه الكاتب الكبير فأنتظروه خارج مكتبه وقتلوه وصعدت روحه إلي بارئها وهو ممسك بقلمه المكلوم ، في ذات اللحظه جلسا رجلي ألدين الذين كانا معه في الندوة و تسببا في مقتله يلتهمان طعام الغداء الشهي وهما يستمعان إلي خبر مقتله في التلفاز ! أحدهما طُلب للشهاده في المحكمه فقال لا يجوز القصاص من القاتل بتهمة القتل فالمقتول مرتد وحكمه القتل لا محاله ولكن بيد الحاكم فالمسألة منتهية ولكن الخلاف علي من يقوم بالتنقيذ ! أنهي الرجل شهادته وذهب لبيته يكمل طعام الغداء الشهي وهو مستريح الضمير وهو مقتنع أنه قدم خدمة لله ، أسرة الكاتب عانت ما لا يتحمله بشر بعد مقتله ، أما رجلي الدين وأسرتهما فقد عاشا في رغد الحياة بل مكللين بأكاليل الغار بعد أنتصارهم علي كاتب حر في وطنٍ حزين ! بعد سنوات من مقتل أبيها تعود أبنة الكاتب المناضل الشهيد لتكمل مسيرة أبيها وتحاول أن تتقدم لتخدم بلدها وتترشح في ألأنتخابات فيقف أمامها طيور الظلام فتخسر مقعد البرلمان ولكنها تخسر بشرف كما أستشهد أباها بشرف منذ سنوات !
القصه واقعيه من دفتر أحزان وطن كتب عليه الحزن علي أيدي بعض أفراده!
وردة علي قبر الراحل الشهيد "فرج فوده" ووردة و تحية أعزاز وتقدير للسيدة "سمر فرج فوده" الشجاعة أبنة الشجاع الذي كان له الفضل علي جيلي و علي الأجيال التي أتت بعده!