جود نيوز أحد رعاة الحفل.. تذكرة مجانية إلى مصر! في حفل ١٩ يوليو مدينة أوروبية تعرض أراضي للبيع بثمن فنجان قهوة.. هل تفكر في الشراء؟ فتح تحقيق بحادثة انتحار ”روبوت” ابتكار زجاج ”يصلح نفسه” موجة حر تذيب تمثال أبراهام لينكولن في واشنطن كيف تتأثر الشهية بحرارة الصيف؟ للوقاية من السكري.. احذر الضوء في هذا الوقت من الليل السباحة للحامل في الصيف.. الفوائد وشروط الأمان دراسة تكشف فائدة غير متوقعة للبرقوق إلغاء مباراة سموحة وبيراميدز بسبب حريق في إستاد الإسكندرية السعودية تعتزم استضافة نزالات نسائية في بطولة القتال النهائي ”يو إف سي” المهاجم الياباني ميورا البالغ 57 عاما ينضم إلى ناد جديد ولا يفكر في الاعتزال

مينا ماهر يكتب : سكان الطابق العلوي!

  الكل يعلم أن المياه تصل لأية عمارة في العالم عن طريق مضخة مياه - عادة ما تكون في أسفل العمارة داخل غرفة المحركات - وتقوم بدورها بضخ المياه من أسفل العمارة الى اعلاها! ثم يتم توزيع المياه من الطابق العلوي الى الشقق المختلفة بقوة الجاذبية الارضية عن طريق أنابيب المياه (المواسير)! في ضوء هذه المعلومة العامة، كانت هناك عمارة تتكون من خمسة طوابق، كل طابق عبارة عن شقة واحدة فقط. كان أصحاب تلك العمارة يقطنون شقة الطابق العلوي، وكانت محابس مياه كل شقق العمارة موجودة في منور شقة أصحاب العمارة! حدث في وقت ما أن المياه من الوزارة قد بدأت أن تقل تدريجياً...فما كان من أصحاب العمارة أن أغلقوا محابس بقية الشقق بحيث يصل لهم سرسوبٌ ضعيفٌ جداً، أما محبس شقتهم، فلم يمسوه بتاتاً! وطبعاً ابتدأ بقية السكان بالشكوى...وكان الرد المتوقع أن هذا تقصير من الوزارة...ولابد لنا أن نتعاون جميعاً في استهلاكنا للمياه إلى أن تمر الازمة بسلام!! بعد اسبوع، تحسنت أوضاع مياه الوزارة، لكن سكان الطابق العلوي، وقد حسن أمر ترشيد الاستهلاك في أعينهم، استمروا في غلق محابس بقية الشقق! والعجيب، أن بقية السكان قد ابتدأوا تدريجياً أن يتأقلموا على الوضع وكفوا عن الشكوى! لكن مع مرور الوقت، وتغير متطلبات المعيشة ومصاريف الحياة، بدأت كل شقة في التأقلم بشكل مختلف حسب احتياجاتها...فشقة منهم بدأت تشتري زجاجات المياه المعدنية، وأخرى ما لبثت أن تدور على العمارات المحيطة لشحذ المياه؛ بينما شقة ثالثة قامت بابتزاز عامة الناس في مقابل الحصول على المياه...أما الشقة الرابعة...فقد تركت العمارة بأكملها وانتقلت لغيرها! بعد سنين عديدة...حدثت أزمة مياه حادة، فقام سكان الطابق العلوي بقفل المحابس تماماً على بقية السكان، رغم انهم لم يتضرروا بالأزمة نهائياً، لكن قد أعمتهم مطامعهم عن انسانيتهم! والنتيجة كانت أن من اعتاد أن يشتري مياهً معدنية، أصبح يتاجر فيها، وأمست مكسباً له ولأهل بيته وازدهت الحياة؛ ومن أضحى يشحذ المياه، بات يسرقها وازدهت الحياة أيضاً! ومن كان يبتز في الماضي، أصبح يبتز أكثر وأكثر واتسعت دائرة ابتزازاته، وازدهت له الحياة طبعاً وابتسمت ابتسامة عريضة! وغدى كل منهم، بدلاً أن يغني على ليلاه، مهللاً بما قسم له القدر! ما لم يحسب حسابه سكان الطابق العلوي، أنه ستأتي ساعة حين يعثر من ابتدأ أن يسرق على ماسورة المياه الرئيسية وعندها سيحول كل تلك المياه لحسابه الخاص...وتستمر دائرة الفساد! فماذا انتم فاعلون وقتها يا سكان الطابق العلوي