جورج موسي يكتب : لقاء في السماء!
ما أن وصل السماء حتي وجد نفسه يجري هنا وهناك , بعينين حائرتين يجري بضع خطوات تلك الناحية ثم يعود أدراجه فيجري بضعخطوات في الناحية الأخري، يبدو في عجله! ينظر هنا وهناك في حيرة شديدة ويبحث في لهفة عن شخص ما , يستوقفه ملاك نوراني ذوجمال آخاذ قائلاً ؛ علي رسلك أراك ملهوفاً تبحث عن شخص ما !! يحيبه في لهفه ؛ نعم أبحث عن أخي أسمه فلان ! أين هو أبحث معي منفضلك ، أبحث معي ، أنتظرت طويلاً تلك اللحظة , أبحث معي من فضلك ! يجيب الملاك : ومن أدراك أنه هنا ؟ ينظر أليه في تعجب و مازالتأنفاسه تتصاعد ثم يقول هنا الأخيار ، أليس كذلك؟! لابد وأن يكون هنا ، إن كنت أنا هنا بكل ما صنعت من شرور فلابد أنه هنا ، كان دوماًأفضل مني ! أبحث معي ، أبحث معي من فضلك ، أسمه فلان ، أسمه فلان ، يجيبه الملاك علي رسلك ، أهدأ قليلاً ، هنا منازل كثيره وأخيكذو منزلة أعلي منك ، هو في مكان آخر ، ينظر للملاك بلهفة ويقول ماذا تقصد ؟ أريد أن أراه ، أريد أن أري أخي ، بعينين خائبتين وشفتينمرتعشتين يقول للملاك متوسلاً : حسناً ، أرجوك أذهب أليه و قل له أخيك هنا ، أتعلم ، أنا أعلم عادته في الأيثار ! ربما سيترجاك أن نتبادلأنا وهو الأماكن ! هو سيطلب منك أن يأخذ مكاني الأدني ويترك لي مكانه الأعلي فلا تقبل ، كان دوماً يفعل ذلك في الدنيا ، بربك خذنيأليه أو دعني أذهب أليه ، أنتظر ، أنتظر بربك أيها الملاك ،أريد منك شيئاً ، وأنت تقول له أخيك هنا أنظر جيداً في عينيه ستجدني فيالحدقه ، و أنظر بين شفتيه حين تقول له أخيك هنا ودعني بربك أسمع صرخته وهو ينادي بأسمي بتلك الشفتين ، أنتظرت طويلاً من أجل تلكاللحظة ، بربك خذني أليه أو دعني أنا أذهب أليه ! يجيبه الملاك ولكن ليس هنا مكان من يحب أحداً أكثر من الرب ، ينظر إلي الملاك ويقولإذن أنزع قلبي من صدري ، قل لربي و ربك أنت من وضعته هنا فأنتزعه إن شئت أو أتركني أذهب اليه ، قلوبنا بيد مقلبها و ربك وربي هومقلبها ، أنزع قلبي من صدري بربك فما عدت أحتمل ، يجيبه الملاك ليس لك قلب ! ليس لك صدر ! أنت في جسد نوراني وقد بليت كلالأعضاء ! يجيبه سائلاً كيف هذا ومازال حبه يتملكني هكذا ؟ ينظر أليه الملاك في عينيه ويقول لأن الحب باق ولا يبلي ، فالمحبة لا تسقطأبداً، أتعلم ربما كانت تلك المحبة هي سفينتك إلي هنا ، سأذهب إلي أخيك فأنتظرني ! بعينين حائرتين ينظر الملاك مبتعداً يقطع مساحاتخضراء لا يعلم لها مقياس ، ثم فجأه يصحو من نومه فيجد نفسه في غرفته الصغيرة ، يصحو علي دمعة تلي الدمعة تنحدر من عيناه وتسيلعلي وجنتيه و قد أمتلأ وجهه بفيض من تلك الدموع ، ينظر لصورة أخيه المعلقة علي الحائط معاتباً وهو يغادر سريره متجهاً نحو الصورة ،يقترب منها ببطئ و يسأل صورة أخيه ؛ من أيقظني ؟ ألم تستطع أن تترجي ربك أن يتركتي نائماً لثوانٍ أخري حتي أراك في حلم ؟ يقتربأكثر وينظر إلي عيني أخيه في الصورة المعلقة علي الحائط فيجد نفسه في مقلتي أخيه و يسمع أسمه يخرج من شفتي أخيه في الصورةوقد أنهمرت الدموع من عيني الصورة ومالت نحوه لتقَّبله .
تمت
شطرنا سوياً كل حكايات العمر !
فلماذا ترحل تاركاً كأس مُر
في كل ركنٍ من حياتي كنت ركن
كنت مرساي ، كنت الشاطئ وكنت البر
كل سطر من كتابي أنت فيه !
إذا رأيتيه يا أمي فأسأليه
أمازال يذكر ؟! وإن نسي يا أمي فذكريه!