جود نيوز أحد رعاة الحفل.. تذكرة مجانية إلى مصر! في حفل ١٩ يوليو مدينة أوروبية تعرض أراضي للبيع بثمن فنجان قهوة.. هل تفكر في الشراء؟ فتح تحقيق بحادثة انتحار ”روبوت” ابتكار زجاج ”يصلح نفسه” موجة حر تذيب تمثال أبراهام لينكولن في واشنطن كيف تتأثر الشهية بحرارة الصيف؟ للوقاية من السكري.. احذر الضوء في هذا الوقت من الليل السباحة للحامل في الصيف.. الفوائد وشروط الأمان دراسة تكشف فائدة غير متوقعة للبرقوق إلغاء مباراة سموحة وبيراميدز بسبب حريق في إستاد الإسكندرية السعودية تعتزم استضافة نزالات نسائية في بطولة القتال النهائي ”يو إف سي” المهاجم الياباني ميورا البالغ 57 عاما ينضم إلى ناد جديد ولا يفكر في الاعتزال

منسي موريس يكتب: الإنسان شريك لله فى الوجود‎

الله هو المُسيطر على كل شيء وإرادته المُطلقة هي التي تُحرك الوجود والتاريخ والعالم والإنسان لتحقيق غايته الإلهية فهو المسؤول عن كل مايحدث في الزمان حسب مشيئته الأزلية ، كل هذه الأفكار اللاهوتية التي تتبناها النظرة الدينية التقليدية للإرادة الإلهية والوجود لاتعد نظرة متكاملة الأركان وبها الكثير من الإشكالات الفلسفية التي من الممكن أن تؤثر بالسلب على صورة الله والإرادة الإنسانية معاً في وقت واحد ، لأننا وفق هذه النظرة نرد كل الأشياء لله وننسبها لحكمته وعلمه السابق وهذا يقودنا بشكل مباشر لإهمال عامل الإرادة الإنسانية في الوجود لأن وضع الوجود بالكامل وبالكلية  في يد الله معناه أن الإنسان لايُشارك في خطة الوجود ومستقبله ولاحتى في تاريخه وحاضره ولا واقعه الموضوعى والذاتى.

قد يقول قائل نحن نؤمن أن الإنسان لديه حرية وفى نفس الوقت ننسب كل شيء إلى الله أقول هذا تناقض لأن إرجاع كل شيء لله هو نفى ومحو واضح للحرية الإنسانية  ولكن يحدث الإنسجام والتناغم بين إرادة الله وإرادة الإنسان في حالة التوافق والإتحاد الكلى  بين الإرادتين بمعنى آخر عندما يتبنى الإنسان نفس رؤية الله ، أما التقليل وإلغاء الدور الإنسانى في الوجود يعتبر طعن صريح لمقولة أن الله خلق الإنسان حراً وهذا الموقف ليس بغريب ولكنه حدث في التاريخ المسيحي وتمت صياغته على شكل لاهوت وهو ما يعرف " بعقيدة التعيين السابق " أي أن الله هو الذى يحدد ويعين و يختار من البشر من منهم سيخلص ومن سيهلك والتي جعلتها "الكالفينية" جزءاً من علم اللاهوت ، والغريب واللافت للنظر أن السواد الأعظم من الذين يرفضون عقيدة التعيين السابق لأنها ضد حرية الإنسان وعدل الله  نجدهم يؤمنون أن واقع الإنسان " صحياً ، سياسياً ، إجتماعياً ، مادياً ، حضارياً..." هو من صنع الله ويسير وفق رؤيته السرمدية هذا أيضاً يعد نفياً واضحاً للحرية الإنسانية ومجتمعنا الحاضر ووعينا الجمعى يؤمن بهذه النظرية ويطبقها عملياً ، فكل الأشياء تحدث تحت سيادة الله وأمره ولايمكن أن يحدث أي شيء دون سماح الله .

والخطر وكل الخطر في هذه النظرة التقليدية أنها تجعل من الإنسان ليس ذاتاً مستقلة يمكنها خلق واقع جديد يتوافق مع تصوراتها وإحتياجاتها لأنها ستصبح غير مسؤولة عن الوجود بردها لكل الأسباب والعلل إلى الله وهذا يؤدى إلى نتيجة سيئة كل السوء سيؤدى إلى التواكل والإنهزامية وطمس كينونة الإنسان الفاعلة في الزمان وهذا ضد جوهر الإيمان المسيحي الذى يعلمنا أن الإنسان مخلوق على الصورة الإلهية المتشبعة بالعقل والإرادة والوعى فالوجود هو مسؤول من الله والإنسان معاً وهذا يتجلى في الوحى المسيحي برمته فقصة الخلاص تحتوى على العنصر الإلهى والعنصر البشرى كذلك أيضاً يتجلى هذا بوضوح في " التجسد الإلهى"

فالوجود حسب جوهر المسيحية هو مسؤول من كل كائن له عقل ووعى وإرادة لأن كل هذه الملكات والمواهب هي التي تشكله وتخلقه وتؤثر فيه سواء بالسلب أو بالإيجاب ونقطة أخرى مُظلمة في هذه النظرة التقليدية أنها تشوه صورة الله فلو إعتقدنا بصحتها سننسب دون أن ندرى كل ما في الوجود من نقائص وعيوب وشرور وكوارث ومظالم إلى الله ذاته وبهذا نكون قد نفينا عن الإله كل صفات الخير والرحمة والحب والعدل.

فالإنسان هو شريك لله في الوجود ومن هنا يبدأ اللاهوت الإنسانى الذى يجد فيه الإنسان هويته الحقيقية كونه ذات قيمة يستطيع أن يخلق ويبدع ويشعر بمدى تأثيره في هذا العالم ولكوننا مخلوقات روحية دائماً نبحث عن المعنى والمعنى يوجد في القيمة التي نستمدها من الله على أساس أنه " أبونا " ونحن أبنائه فالأبن يمكنه أن يشارك أباه في العمل أو يعمل عمل أباه كما قال "السيد المسيح " "الحق الحق أقول لكم: من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضا، ويعمل أعظم منها، لأني ماض إلى أبي." (يو 14: 12).وهذا يجعل الأبن في قمة سعادته لكون أباه يؤمن به وبقدراته ويعتمد عليه  أما اللاهوت الذى يعتبر الإنسان مجرد مخلوق يعيش فقط كقطعة الشطرنج يتحرك من خارجه أو عليه أن ينفذ خطة لايعلمها ولايشارك فيها فهو لاهوت غير إنسانى ولايمكنه أن يصنع إنساناً حرا واعيا مُدرك لمهماته ودوره في هذا الوجود  هذا اللاهوت لايسلب فقط إنسانية الإنسان بكل قدراتها لكنه يسلب من الله  جماله ومحبته وأبوته .