منسي موريس يكتب: ماهية الدين؟
ما الدين ؟ سؤال له إجابات متعددة وكثيرة بل ومختلفة ومتناقضة أحياناً وكل إنسان يراه بمنظور مختلف منظوره الخاص حسب طبيعة تخصصه وميدانه ومجاله وميوله وإتجاهاته فالذين لايؤمنون بالأديان يعتبرونها أكاذيب وخرافات ومزيج من حكايات العجائز التي لا دليل عليها ولا برهان يؤيدها أما المؤمنون بها يعتقدون أنها حقيقة الحقائق والصواب المُطلق وأصدق من الصدق ، موضوع كبير لايمكن إختزال كل تفسيراته في مقالة واحدة لكن يمكن تناول بعض من جوانبه لاعطاء نظرة شبه عامة عند بعض الفلاسفة والعلماء وأعترف مقدماً أن هذا المقال يعتريه النقص لأنه لايعد كافياً لأن هذا الموضوع يحتاج إلى مجلدات وأتمنى من الله أن يذلل لى الصعاب كى أكتب كتاباً مفصلاً في هذاالموضوع .
دعونا نقول في البداية أن كلمة " الدين " في اللغة اللاتينية "rel L igo" تعنى الرابط أو العلاقة ونجد أن الدين لصيق بالإنسان ولا ينفصل عن تاريخه فهو جزءاً أصيلاً من ماضيه البعيد وحتى حاضره يقول الفيلسوف الفرنسى " هنرى برجسون" « فقلد نرى في السابق أو في الحاضر مجتمعات إنسانية لاحظ لها من علم أو فن أو فلسفة ولكننا لا نعرف قط مجتمعاً لادين له » كما يؤكد هذا المعنى " سليمان الحكيم بقوله " "جعل الله الابدية فى قلوبهم " فالإنسان هو الباحث عن المصير والمعنى والغاية وإذا نظرنا إلى الكهوف الموغلة في القدم التي تعود إلى عصور ماقبل التاريخ ككهف " لاسكو 15000-13500 ق.م. " الموجود في فرنسا نجد الكثير من الرسوم والنقوش التي كانت تمثل أساطير مقدسة تمتاز بالطابع الفني الذى يعكس ثقافة هؤلاء فالتصورات الدينية الممزوجة بالفنون نجدها مترابطة ومقترنة بالتاريخ الإنسانى.
ولكن ما الدين؟ علينا أن نؤكد على حقيقة في غاية الأهمية ألا وهى أن الأديان ليست متساوية لا فى الجوهر أو حتى الغاية والمضمون وفلسفة كل دين تختلف عن الآخر من حيث نظرته "للإله ،الحياة ، الإنسان ،الوجود ،الأبدية " أما الجانب الذى يعتبر شبه مشتركاً بين الأديان هو البحث عن تصور ومعنى كلى و شامل للكون مدفوعاً بالأسئلة الغريزية الوجودية الكبرى المرتبطة بالمصير الإنسانى لذلك يمكننا أن نعتبر الإلحاد واللادينية يشتركان مع الدين في هذا الجانب لأنهما يقدمان سرديات كبرى ورؤية عن الوجود ومنظومة تفسيرية للعالم والإنسان لكن يختلفان مع الدين في التصور العام للوجود وهذا الشىء يغفله الكثير من الملحدين واللادينين لكن تركيزنا هنا سيكون على الإيمان المسيحي الذى يعبر عن علاقة الإنسان بالإله وفى البداية سنعطى بعض التعريفات الإلحادية واللادينية للدين مع نقد كل منها بايجاز شديد ثم نلقىالضوء على تفسيرات بعض الفلاسفة المؤمنين لماهية الدين .
التفسير المادى : هذه النزعة المادية موجودة عن بعض الفلاسفة اليونان القدامى " الطبيعيون الأوائل " الذين ردوا مكونات الوجود إلى أسباب مادية بحتة ، ووفق هذا التصور المادى فالدين عبارة عن أوهام وخيالات لاوجود لها لأن هذا التصور ينفى كل ما هو غير مادى " ميتافيزيقى" فلا وجود لله والملائكة والروح الإنسانية ولا للحياة الأبدية ، وقد تطور هذا التصور عند بعض علماء الأحياء وأضافوا عليه نزعة علمية إلحادية كالتى نراها مثلاً عند " رتشارد دوكنز " وهو عالم أحياء تطوري ويعتبره البعض فيلسوف كبير وقد ألف مجموعة من الكتب العلمية والفكرية وما يهمنا هنا تصوره عن الدين كما بينه في أشهر مؤلفاته " وهم الإله " و " الجين الأنانى " ويرى أن الإنسان عبارة عن كيان مادى محض تتحكم فيه الجينات فلا يوجد فيه بُعد روحانى فنحن عبارة عن ذرات مادية يمكن تفسيرها حسياً دون الحاجة إلى نماذج ما ورائية ، فنظرية التطور حسب " دوكنز" تفسر كل شيء في هذا العالم .
النقد : يمكننا أن نقدم نقداً عقلانياً وفلسفياً لهذا التفسير بالقول أن هذا التحليل يعد قاصراً لأنه لا يفسر الكثير من المسائل الهامة والضرورية مثل " الوعى ، الشعور ، الفكر ، المنطق ، الأخلاق " لأن كل هذه الأمور لا مادية ، بجانب السؤال عن لماذا الوجود موجود ؟ فالتفسير المادى للوجود لا يمكنه الفصل في هذه المسائل لأنها تقع خارج نطاق المادة ، فنظرية التطور تفسر كيفية عمل الطبيعة المادية لكنها لا تفسر كيف بدأ الوجود والحياة والوعى والضمير .
التفسير الإجتماعى " السوسيولوجى ": ونأخذ مثال من تفسير " أوجست كونت" هو من أكبر علماء الاجتماع وقد طبق منهجه الوضعى على دراسة التاريخ والمجتمع حيث قسم التاريخ إلى ثلاثة مراحل المرحلة الأولى هي " الدين " والثانية هي " الميتافيزيقا" والثالثة هي " العلم " ويعتقد "أوجست كونت" أن الدين هو المرحلة الطفولية للإنسان والتي كان يفسر به المرء كل ما هو موجود وينسبه إلى كائنات مفارقة ثم إنتقل إلى المرحلة الفلسفية وأستخدم عقله وكون نظريات ميتافيزيقة عن الوجود أما المرحلة الثالثة العلمية فيها تخلص الإنسان من كل ما هو غيرمادى فأعتمد على التجربة والمادة ومنهج العلم فالمرحلة الدينية هي قابلة للتجاوز لأنها ليست كافية للتفسير العلمى وطريقة بدائية في التفكير، فالعقل عند " كونت" لابد وأن يمر بهذه المراحل .
النقد : ما قدمه " أوجست كونت" بتفسيره الوضعى صحيح جزئياً ولكن ليس صحيحاً بالمطلق فعلاً الإنسان القديم كان يستخدم الدين لتفسير كل الظواهر الطبيعية لكن لايمكن أن يقدم" كونت" تصور كامل عن التاريخ البشرى بشكل صحيح لأن التفرقة بين هذه المراحل كأنها مجموعة متناقضات وهذا خطأ جسيم لأن السؤال المنطقى ما الذى يمنع أن يكون الإنسان مؤمناً وعالماً وفيلسوفاً في نفس ذات الوقت؟ خاصة في ظل هذا التقدم العلمى الكبير نجد علماء كبار حاصلين على " نوبل " ومؤمنين في نفس ذات الوقت وعلى سبيل المثال الحصر " فرانسيس كولينز " ولم يقف الإيمان عائق أمام بحثهم العلمى بل وجدوا أن الدين له منهجه وموضوعه والعلم أيضاً كذلك فالعلم يفسر قوانين الطبيعة المادية والدين يشبع حاجة الإنسان الوجودية الروحانية ثم أن حسب " كونت " فدور الفلسفة هو أقل من العلم وهذا إجحاف في حقالفلسفة لأنها هي التي ولدت كل العلوم .التفسير النفسى : " سيجموند فرويد " واحد من أشهر علماء التحليل النفسى وكتب عدة كتب حلل فيها الظاهرة الدينية مثل " الطوطم والحرام ، موسى والتوحيد ، مستقبل وهم " ويرى " فرويد" في كتابه " مستقبل وهم " أن التكوين النفسى للأفكار الدينية ليست نتيجة للتأمل والتفكير وإنما هي مجرد توهمات تحقيق لأقدم رغبات البشرية واقواها واشدها إلحاحاً ، فالقلق الإنسانى إزاء أخطار الحياة يسكن ويهدأ لدى التفكير بالسلطان الرقيق العطوف للعناية الإلهية ، فحاجة الإنسان إلى الله نابعة من إحتياج الأبن إلى أباه .
النقد : يعد تفسير " فرويد" مختزل جداً مختزل للغاية لأنه يرد الدين إلى الشعور والاحتياج والرغبة وهذا يخالف حتى مبادئ الفلسفية العقلية التي ترى أن " العلة الأولى " أى الوجود الإلهى ضرورة عقلية ومنطقية من أيام المعلم الأول " أرسطو " حتى الآن فكل الفلاسفة العقليين لم يؤمنوا بالله لأسباب نفسانية لكن لأسباب عقلية محضة ، ويمكننا أيضاً أن نفند تفسير " فرويد " نفسه بنفس منطقه ومنهجه ونقول لماذا لايكون التصور الإلحادى واللادينى نتيجة لرغبة الإنسان للعيش في عالم بدون إله؟ فلا يمكن أن نعتقد أن الدين سببه الشعور والعاطفة لكنه نابع من تأمل وتفكير وكما يقول " هيجل " أن الإنسان هو وحده الذي يمكن أن يكون له دين، وأن الحيوانات تفتقر إلى الدين بقدر ما تفتقد إلى القانون والأخلاق"
التفسير الاقتصادى : تبنى هذا التفسير " كارل ماركس "حيث رأى أن الظروف الاقتصادية والتباين بين الطبقات هو العامل الرئيس في نشأة الدين فالمجتمع يقوم على البنية التحتية والبنية الفوقية فالبنية التحتية تمثل كل ما يخص الإنتاج الأقتصادى والبنية الفوقية تمثل الأفكار والإيدلوجيات والفنون والدين والدين هنا رغم أنه من ضمن البنية الفوقية لكنه يتأثر بشكل قوى بالبنية التحتية الأقتصادية فالتغيرات الاقتصادية يتبعها بالضرورة تغييرات دينية ويستخدمه النظام السياسى لتخدير الفقراء ليجعلهم في حالة سكون تام فهو لون من ألوان العزاء والسلوى لكل محتاج ومعدم فالدين هو أفيون للشعوب وبالضرورة يرى " ماركس " أن الوعى الطبقى كلما يزداد ويدرك المرء ذاته والعالم سوف يزول الدين تدريجياً .
النقد: صحيح لا ننكر ما قاله " ماركس " بخصوص أن الأنظمة السياسية عبر التاريخ إستخدمت الدين كوسيلة للسيطرة على الشعوب وهذه حقيقة لا يمكن أن ننكرها إلا إذا أنكرنا التاريخ نفسه لكن هل فعلاً تفسير " ماركس " صحيح بالكلية؟ بالطبع لا لأن الدين لا يقتصر فقط على فئات طبقية معينة فهناك أغنياء وكذلك ملوك وحكام مؤمنين إيماناً حقيقياً ثم أن الدين في الكثير من المراحل الاجتماعية كان سبباً للثورات على الأنظمة الحاكمة وكان دافعاً قوياً للتغيير فمثلاً بالرجوع إلى حركات التنوير في الحضارة الغربية كانت المسيحية وفلاسفتها سبباً قوياً في تدعيم قيم العلمانية ورفض سلطة الكنيسة المطلقة ثم أن الدين لن يختفى إذا حدث إدراك ووعى طبقى لأن موضوع الدين موضوع وجودى يهتم بالأسئلة المصيرية الكبرى " ما معنى الحياة؟ لماذا أنا موجود؟ إلى أين أنا ذاهب بعد الموت؟ كل هذه الأسئلة ستبقى حتماً إلى أن تنتهى البشرية كذلك الدين سيظل موجوداً مهما تقدم العالم علمياً واقتصادياً لأن أسئلة المصير لا دخل لها بالعلوم وبالاقتصاد ، كذلك الأنظمة السياسية أستحدمت أمور أخرى لقمع الشعوب باسم العلم والوطن فلماذا نلقى كل اللوم على الدين وحده .
نأتى الآن إلى تفسيرات بعض الفلاسفة المؤمنين للدين .
التفسير اللا معقول للدين : وكلمة اللامعقول هنا لاتعنى الخاطىء أو الخرافى أو الساذج بل المقصود بها أن للإيمان بعض التبريرات التي لاتعتمد على البرهان لكنها تؤسس على التجربة " البراجماتية " أو العملية والتجارب الروحية العميقة أي المبنية على خبرة الإيمان الشخصى ونجد هذا التوجه عند المتصوفة الذين لا يعطون أولوية كبرى للأدلة والبراهين العقلية بقدر ما يعطون القيمة الأكبر للإختبارات الروحية الذاتية ونجد مثلاً الفيلسوف الرومانتيكى " شيلرماخر" يؤكد على أن الدين شعور عاطفى " كما أننا نجد هذا الصدى عند عالم النفس والفيلسوف " وليم جيمس " حيث أنه درس هذه الحالات الصوفية في كتابه " أنواع من الخبرات الدينية " ورأى أن التجارب الروحية العميقة من الممكن أن لا يستطيع أن يصفها المرء لأنها تشبه تجارب الوقوع في الحب فالدين هو تجربة روحية ، كذلك الفيلسوف " إيمانويل كانط " أعتقد أن القضايا الإيمانية " كوجود الله ، والروح ، الخلود والأخلاق" ليست من تخصصات العقل النظرى ولا يمكن للعقل النظرى البرهنة عليها لأن هذهالقضايا ليست موضوعات إدراكية وغير قابلة للإستيعاب ولكن نؤمن بها من خلال " العقلى العملى " أي أن الدين يلزم الإنسان بالأخلاق والأخلاق لابد أن ترتبط بذات مفارقة وهى الله وهذا يستوجب عدالة مطلقة وبالتالي توجد حياة أخرى وهذا جيد من الناحية البراجماتية التي تفيد الإنسان على أرض الواقع فالدين هنا مهم لاعتبارات عملية ، وقد كتبت مقالاً نقدياً لفلسفة " كانط " في هذه القضية بعنوان " الله بين يوسف كرم وإيمانويل كانط "من خلال وجهة نظر الفيلسوف العقلى " يوسف كرم " يمكن للقارىء الرجوع إليه (1)، ونجد مثل هذا الجانب موجوداً ايضاً عند بعض الفلاسفة الوجوديين مثل " كركيجور ، " فيرى " كيركجور " أن الإيمان في الظاهر يبدو غير عقلانياً مبنى على " مفارقات " والمفارقات تختلف عن المتناقضات مثل تجسد الله في المسيح وهو تجسد اللامحدود في المحدود والأبدى في الزمانى أما التجربة الايمانية تتطلب ثقة ومغامرة في القرار المصيرى و قفزة في المجهول والظلام وفى النهاية ستجد نفسك بين يدى الله وهنا يؤكد على الحقيقة الذاتية ولم يكن مهتماً بالجانب النظرى المنطقى لكن كان جل تركيزه على الاختبارات الذاتية العميقة للإيمان .
نأتى الأن للتفسيرات العقلية للدين : " القديس أوغسطين " لم نجد أن هذا الفيلسوف شك في وجود الله لكنه رأى أن الوجود الإلهى حقيقة واضحة بديهية كما يقول في كتابه " الاعترافات" رغم ذلك نراه يعطى الأدلة والبراهين التي تؤيد هذه الحقيقة البديهية مثل " دليل الإشراق ،دليل العلة الفاعلة ، دليل النظام " وأعتقد أن الفلاسفة إقتنصوا الكثير من الحقائق عن الإله ولكن ليس كل الحقائق و الفلسفة لا يمكنها تحويل النفس من مرحلة المعرفة إلى مرحلة العمل الفاضل فالإيمان وحده هو الذى يساعد الإنسان في التحول من حالة الشر إلى حالة البراءة والخير ، ويرى أن الإيمان ليس مجرد عاطفة فقط ولكنه قبول عقلى بمعارف ربما ليست مدركة في ذاتها كالحقائق العلمية وللعقل مهمة أخرى بعد الإيمان وهى أن يفهم كل الأمور الإيمانية وبالنسبة له " وجود الله ، ووجود الروح ، الخلود " هي قضايا طبيعية قابلة للبرهان ، كما نجد تفسيره العقلى للنصوص المقدسة واضح في قراءته لسفر التكوين بطريقة رمزية وإبتعاده عن القراءة الحرفية الخالية من الروح والتعقل .
" القديس " بونفانتورا" يرى أيضاً نفس وجهة نظر القديس " أوغسطين" حيث يعتقد أن الوجود الإلهى واضح ولا يحتاج إلى براهين لكنه صاغ بعض البراهين لإثبات وجوده مثل " دليل الفطرة القائم على وجود فكرة الله عند الإنسان وإختلف معه القديس توما الأكوينى على هذاالبرهان ، وقدم برهان العلة الفاعلة و الدليل الوجودى " فالإنسان يستطيع أن يدرك وجود الله لكن لايستطيع الإحاطة بطبيعته ويعتقد أن هناك بعض الأخطاء التي يقع فيها الإنسان في بحثه عن الله مثل التصور المغلوط عن الله ينتج إدراكاً خاطئاً عن طبيعته وخطأ آخر هو نفى وجود الله بسبب وجود الشرور والنقائص الموجوده في الوجود .
" القديس توما الأكوينى " أشهر ما الفه هذا الفيلسوف كتاب الخلاصة اللاهوتية ونجد النزعة العقلية للدين عنده قوية واضحة حيث أنه أستخدم المنطق الأرسطى وبرهن على وجود الله بخمسة براهين فلسفية لم يكتفى فقط باستخدام المنطق الأرسطى لكنه عارضه بشكل جوهرى ونقده وخالف رأيه هو و " ابن رشد " في قولهما بأزلية العالم ، كما نجده أكد على الفصل بين " الدين والفلسفة " وميز بين المعارف المادية المحسوسة التي يبحث فيها العقل وبين المعارف الغير مادية التي يقدمها الوحى وهذه قفزة عقلية كبيرة لأن الوحى يخبرنا بأمور وجودية مصيرية لادخل للعلم فيها كذلك العلم المادى لا يمكنه أن يخبرنا عن الأمور المصيرية الروحية ففلسفته قائمة على التوفيق بين العقل والدين ، فى الأخير يمكننا القول بأن التفسيرات الإلحادية للدين تعتبر قاصرة ولاتقدم الحقيقة الكاملة حول ماهيته أما تفسيرات الفلاسفة المؤمنون للدين باختلاف توجهاتهم تقودنا إلى حقيقة كبرى مفادها أن الدين جاء ليقدم الحلول والأجوبة لكل التساؤلات المصيرية الوجودية الكبرى التى تخص الوجود الإنسانى أو بالتعبير المسيحي " الخلاص " لذلك لانجد إجابات شافية يمكن أن يقدمها لنا التصور الإلحادى أو اللاديني عن من نحن؟ لماذا نحن هنا؟ إلى أين نحن ذاهبون ؟ مامعنى الحياة؟ كل هذه القضايا جاء من أجلها الوحى وفى المسيحية العلاقة بين الله والإنسان القائمة على الحب وليس على الفرائض والطقوس قادرة على حل هذه الألغاز الوجودية.