مجدي حنين يكتب: نحو ثورة قبطية شاملة
كثيرون نحن الذين نتكلم عن الاقباط وبلسانهم ونقدم نصائح ونوٌصى بتوصيات حتى ينصلح حالنا نحن الاقباط، ولكن كل ذلك هراء فنحن نتكلم ونحن جالسون فى منازلنا نستمتع بيومنا نلهو مع اطفالنا ونستمر فى حياتنا الطبيعية، ويستمر الاقباط فى طريقهم الى المجهول. تقودنا بعض العقليات الساذجة ويسيطر على مستقبلنا مجموعة من الغوغاء كثيرى الكلام، يستخدموننا وقضايانا لمصالحهم الشخصية سواء المادية او الادبية، هم لا يهمهم ان نكون ولا يكترثون ان اصبحنا لا نكون وكل اهتمامهم يتمحور فى ان يكونوا هم وان يلمعوا هم، وان يصبحوا أصحاب المتكاءات الاولى ومركز اهتمام الكون، هم لا يدركون من هم الاقباط وما هى طبيعة تكوينهم ، هم لا يدركون ان القبطى هو الوحيد الذى يحمل اندر واميز شخصية انسانية خُلقت على وجة البسيطة.
هم تناسوا اننا الاحفاد الحصريين للفراعنة عظماء زمانهم وكل زمان داخل كل انسان قبطى قنبلة هيدروجينية من الابداع والاصالة. نحن يا اخوتى متفردون فى كل شئ ولكن نتيجة لاننا خضعنا لإرادة من يتولون قيادتنا بدعوي انهم اوصياء علينا منذ فترة طويلة من الزمان، والتى خلالها نسينا هويتنا واصبحنا علي ما نحن عليه الان. ولكن بريق الالماس لا يحتاج الى مجهود لكى يتوهج ثانية فقط كل ما يحتاجة هو ان ينفض من علية التراب.
وقد يعتقد البعض انى اتكلم عن الوضع السياسى لاقباط مصر ولكنى لا اقصد ذلك مطلقا فنحن فى مصر نعيش مع قيادة سياسية من اعدل من حكموا مصر منذ اكثر من 2500 سنة وانا اعلم اننا نحن كاقباط نحب هذا الرجل ونحترمه ونقدر مجهودة ودعمة لنا ولكنى اتكلم عن مشاكلنا الداخلية كاقباط فى مصر وخارج مصر. فى البداية احب ان اوضح ان العالم بعد كورونا لن يكون كالعالم قبل كورونا ووحدهم الذى يدركون ذلك ويخططون لما سيحدث ويتوقعونه هم الذين سوف يستمرون ويقودون العالم، ومن يريد ان يستمر العالم على شاكلته القديمة بالتاكيد سيفنى ويصبح هو والعدم سواء، فنحن فى حاجة ملحة الى ثورة داخلية شاملة على تفكيرنا اذهاننا ثقافاتنا موروثاتنا الاجتماعية بل وخرافتنا المصنعة.
وكنيستنا وعلى راس الهرم القيادى لها بطريرك يدرك ذلك جيداً وهو يريد أن ينطلق بالكنيسة إلى عصر جديد يكون فية القبطى مميزاً متفاعلاً مع المجتمع مؤثراً فى من حوله تاثيراً ايجابىاً، وهو يحاول ان يضخ دماء جديدة شابة و جريئة تستطيع القيادة وتصحيح الاوضاع وتعريف الاقباط بهويتهم. والحقيقة كذلك كل الاساقفة الجدد لديهم رغبة ونشاط وطاقة للتغيير الإيجابى للشخصية القبطية العتيقة والخاضعة إلى شخصية عصرية مثقفة واعية تستطيع أن تُعبر عن موروثها القبطى الأصيل، ولكن يصطدم بعض الأساقفة بصعاليق الوسية، وهم مجموعة المتنطعين المحيطين بالاسقف والذين يفعلون كل ما فى استطاعتهم لكى يبعدوا الاسقف عن شعبه حتى يظلون هم الحاشية المحظية والتى تتمتع بالاستفادة المادية والاجتماعية والادبية. هؤلاء لو سقط اى اسقف فى حبالهم حتماً سيفقد مبتغاه من الاسقفية -أقصد خدمة شعب الرب- وايضاً سيفقد هدفة الاساسى وهو تحديث الفكر القبطى وتنشأة أجيال جديدة تعشق كينونتها القبطية الاصيلة وتلتصق بكنيستها الأم.
ولهؤلاء المنافقين حاشية السلطان اريد ان اوجه نظرهم إلى أن ما يفعلونه اليوم من نفاق وإنتهازية وحب ظهور وكبرياء، سقط فيه قديماً حاشية الكنيسة الكاثوليكية وكانت النتيجة كنائس بلا مؤمنين ، وفعلوه أيضاً الانجليين الذين اثاروا مصالحهم الشخصية على مصالح البيعة المقدسة والنتيجة الاف الطوائف والشيع. ان اردتم ان تستمروا على خداعكم فليكن لانكم لا تستطيعوا ان تكونوا إلا هكذا، ولكن اعطوا فرصة للشعب ان يتواصل مع قيادته الروحية حتى تكون هناك شركة للمؤمنين مع بعضهم وحتى لا تدخرون لانفسكم غضب فى يوم الغضب. اما اباءنا الاساقفة الجدد فلاجل جسد المسيح الذى اؤتمنتم عليه أسمع لكل الاراء واحترز من خمير الفريسيين واحتضن كل من يطرق بابك من صغير الى الكبير ولا تهرب من باب الجراج الخلفى وتترك المنافقين يسيروك بل اسلك بالروح فتحبا وتحيى كثيرين هذة هى أول وأعقد مشكلة تواجهك يا سيدنا البابا ولو استطعت أن تحلها فقد كسبت شعباً قبطياً حقيقياً شعباً تستطيع أن تصنع معة الفارق.