قوات كورية شمالية في روسيا.. كيف تؤثر على الصين؟
احتلت التقارير الخاصة بإرسال كوريا الشمالية آلاف الجنود إلى روسيا عناوين الأخبار، وأثارت تساؤلات عن مغزى هذه الخطوة التي تنذر بالتصعيد في المنطقة، وعن موقف الصين التي تعد حليفا للبلدين إلا أن لها أيضا مصالحها الخاصة.
كان البنتاغون قد ذكر أن كوريا الشمالية أرسلت أكثر من 10 آلاف جندي إلى روسيا للتدريب والقتال في أوكرانيا في غضون "الأسابيع القليلة المقبلة"، بينما أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، بعد اجتماع مع كبار مسؤولي الاستخبارات في كوريا الجنوبية، أن بعض القوات "موجودة بالفعل" في كورسك، المنطقة الروسية التي تسيطر عليها جزئيا القوات الأوكرانية.
وقال روته للصحفيين في بروكسل إن "التعاون العسكري المتعمق بين روسيا وكوريا الشمالية يشكل تهديدًا لأمن منطقة المحيطين الهندي والهادئ والأوروبي الأطلسي".
وفي الوقت ذاته، قال البنتاغون إن الولايات المتحدة لن تفرض قيودًا جديدة على استخدام أوكرانيا للأسلحة الأميركية إذا انضمت كوريا الشمالية إلى حرب أوكرانيا.
وجاء ذلك بعد أن قال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، إنه إذا "انتشر جنود كوريون شماليون للقتال ضد أوكرانيا، فإنهم هدف مشروع".
وقال ديفيد سيدني، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون آسيا والمحيط الهادئ والباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إن كوريا الشمالية هدفها الرئيس هو استمرار بقاء النظام من خلال تطوير أسلحتها النووية رغم إدانة مجلس الأمن الدولي لذلك.
وأضاف، أن تحالف كوريا الشمالية مع روسيا في الحرب ضد أوكرانيا هو دليل على أن موسكو "خرجت عن إجماع مجلس الأمن وخلقت جبهة موحدة مع كوريا الشمالية" وأن الخطوة الكورية هذه تهدف إلى "شرعنة القوة النووية".
وأوضح سيدني أن كوريا الشمالية تستخدم قواتها العسكرية كـ"ورقة ضغط" من أجل الحصول على دعم روسي في موضوعها النووي.
وساد الصمت من بكين إزاء الأنباء عن التعاون العسكري الروسي الكوري الشمالي، إذ اكتفت وزارة الخارجية الأسبوع الماضي بالقول إنها "ليست على علم" بما ورد من تقارير.
وتعد بكين، منذ فترة طويلة، أهم حلفاء بيونغ يانغ، وقد قدمت لها الدعم الدبلوماسي والمساعدات العسكرية. ولدى البلدان معاهدة دفاعية قديمة هي المعاهدة الدفاعية الوحيدة القائمة التي أبرمتها الصين مع أي دولة.
ورغم هذه العلاقة ، تخشى الصين من عدم الاستقرار الذي تجلبه كوريا الشمالية، وخاصة في ما يتعلق ببرنامجها النووي وتهديداتها بإبادة كوريا الجنوبية.
والآن، انضمت إلى قائمة المخاوف عدم القدرة على التنبؤ بما يمكن أن تفعله القوات الكورية الشمالية في أوكرانيا، والمخاطرة بتوسيع رقعة التصعيد.
والعلاقة الوثيقة بين كوريا الشمالية وموسكو قد تعني تقليص نفوذ الصين على بيونغ يانغ، ومشاركة القوات الكورية الشمالية في القتال من شأنه أن يعزز شراكة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، مع زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون.
وقد يؤدي نشر آلاف الجنود الكوريين الشماليين في أوكرانيا إلى تأجيج التوترات الجيوسياسية في شبه الجزيرة الكورية، ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ، بما في ذلك اليابان وأستراليا.
وقالت كوريا الجنوبية إنها تدرس الآن رفع مستوى دعمها لأوكرانيا من المساعدات غير الفتاكة إلى الأسلحة الدفاعية وربما حتى الهجومية. وهذا الأمر يمثل قلقا لبكين.