حراس......الشريعة
في عصر الميديا.... شكرآ للرب... لم نعد بحاجة إلى إذن من أحد الذين أطلقوا علي أنفسهم سواء في العلن او في الخفاء، داخلهم. "حراس الشريعة" الذين نصبوا أنفسهم وكلاء واوصياء في الكنيسة...وهنا اقصد الكنيسة بمعناها المؤسسي ...وهذا التعريف يروق لأصحاب المصلحة أن نشبه الكنيسة
أو بالأحرى نسمي الكنيسة بالمؤسسة الدينية الاجتماعية. وهذا المسمى بالطبع هو ضد المعني الروحي لكلمة كنيسة التي اعلنها الرب يسوع في إنجيل متي اصحاح١٦..لم نعد بحاجة الي إذن اي من هؤلاء في أي شيء للاطلاع على أي كتاب أو قراءة تفسير يختلف عن ما في ذهن هذا الشخص بل يمكننا مباشرة عبر الهاتف أو الكمبيوتر أن نذهب إلي قراءة أو تصفح ما نريد.
أنها نعمة ما بعدها نعمة وبركة من الرب عظيمة جدا أن نخرج أو ننسلخ من شرنقنة هؤلاء الذين كتموا على صدورنا وتحكموا في اذهاننا بل صاروا اوصياء علينا وأصبحنا مثل القاصر الذي يمتلك الشيء ولكن لا يمتلكه كما قال العظيم بولس وَإِنَّمَا أَقُولُ: مَا دَامَ الْوَارِثُ قَاصِرًا لاَ يَفْرِقُ شَيْئًا عَنِ الْعَبْدِ، مَعَ كَوْنِهِ صَاحِبَ الْجَمِيعِ. ٢ بَلْ هُوَ تَحْتَ أَوْصِيَاءَ وَوُكَلاَءَ إِلَى الْوَقْتِ الْمُؤَجَّلِ مِنْ أَبِيهِ. ٣ هكَذَا نَحْنُ أَيْضًا: لَمَّا كُنَّا قَاصِرِينَ، كُنَّا مُسْتَعْبَدِينَ تَحْتَ أَرْكَانِ الْعَالَمِ. (غلاطية ٤: ١-٣).
فكنا كالقاصر الذي يمتلك الشيء ولكن نظرا لعجزة الفكري أصبح كالعبد وكل هذا بفضل هؤلاء!!! الذين عن علم أو بل وعي فرضوا علينا تشريعاتهم وأوامرهم وتقليدهم وثقلوا علينا الحمل وبدون وعي أيضا منهم وضعوا أنفسهم تحت هذا النير الثقيل من أحمال الوصاية والتشريع ولم يكلفوا أنفسهم ان يبحثوا عن الحق في كلمة الله.
لان سواء الرب يسوع نفسه قد حذر من هذه المعاناة التي وٌضعت على اكتافنا اذ قال. وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ، وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ. (مت ٢٣: ٢٣) وايضا الرسول بطرس قال فَالآنَ لِمَاذَا تُجَرِّبُونَ اللهَ بِوَضْعِ نِيرٍ عَلَى عُنُقِ التَّلاَمِيذِ لَمْ يَسْتَطِعْ آبَاؤُنَا وَلاَ نَحْنُ أَنْ نَحْمِلَهُ؟ لكِنْ بِنِعْمَةِ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ نُؤْمِنُ أَنْ نَخْلُصَ كَمَا أُولئِكَ أَيْضًا". (أع١٥: ٩-١١) مع ان الحق الإلهي معلن بوضوح في الإنجيل لكن ماذا نقول لان البرقع والغشاوة مازالت محكومة على قلوب واعين هؤلاء حتى أصبح ينطبق عليهم قول الرب، لأَنَّهُمْ مُبْصِرِينَ لاَ يُبْصِرُونَ، وَسَامِعِينَ لاَ يَسْمَعُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ. (متى ١٣: ١٣).
لابد أن نعترف أن هؤلاء قد نجحوا أن ينشئون جيلا هشا، جيلا لا يعرف يميز بين الحق والباطل، جيلا يكاد يريد أن يأخذ فتوة أو تشريع من فم هؤلاء حتى في أدق تفاصيل حياته الخاصة، جيلا يريد من يتخذ له قرار في كل أمور حياته، نعم لقد نجح هؤلاء أن يقتلوا داخل هذا الجيل حتي شغف البحث و التنقيب في الكتاب المقدس، حجة أن من فم الكاهن تطلب الشريعة واختلط الحابل بالنابل وأصبحنا جيلا لا يميز ما بين الحق المعلن وبين اللفظ الحرفي وأصبحت كلمة الله اللي مفروض أن تكون لنا سندا واسلوب حياة أصبحت بفضل هؤلاء مصدر قوي لكي ما يستطيعوا الي الالتفاف حول الحق واختلط الثمين والمرذول.
فنتج عن ذلك عكس الآية التي تقول لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «وَإِذَا أَخْرَجْتَ الثَّمِينَ مِنَ الْمَرْذُولِ فَمِثْلَ فَمِي تَكُونُ. (إرميا ١٥: ١٩)، فلا نحن ارتقينا الي درجة البنين ولا نحن صرنا مثل فم الرب، بل أصبحنا عبيد، قاصرين، مثقلين بضمير الخطايا ٢٤/٧، ضميرنا ضمير شرير، داخلنا قبور مبيضة، لنا منظر ومظهر من الخارج لكن من الداخل مملوئون أَفْكَارُ الشِّرِّيرَةُ: زِنىً، فِسْقٌ، قَتْلٌ، سِرْقَةٌ، طَمَعٌ، خُبْثٌ، مَكْرٌ، عَهَارَةٌ، عَيْنٌ شِرِّيرَةٌ، تَجْدِيفٌ، كِبْرِيَاءُ، جَهْلٌ». (مرقس ٧: ٢١-٢٣).
ألم ينخس الروح القدس قلبك وضميرك الشرير عزيزي القارئ لكي ما تستفيق من نوم الغفلة وتخرج من شرنقة هؤلاء الذين كتموا على صدورنا حتى إننا اتذكر اني كان لابد أن اقدم أوراق اعتمادي لهؤلاء لكي ما افتح كلمة الإنجيل مع البعض الذين كان لديهم عطش لكلمة الله ولكن اعترف أن هؤلاء قد نجحوا أيضا في سد قنوات العطش لكلمة الله عن من كان لديهم ونجحوا أيضا في قتلي روحيا لان أوراق اعتمادي لا تتفق مع ما بداخلهم.... وللحديث بقية