خواطر مسافر إلى النور (227):
بذل الذات الذي يعلمه المسيح.. ليس دعوة للخسارة أو صغر النفس بل تأكيد أن الذات أعظم مما تملكه

.أن ثقتنا بالنفس تكمن في حقيقة أن ذواتنا كيان أبقي من وجودها المنظور.
وأنه لا سلطان لأحد على ذواتنا -حتى الله- بمعني أنه سبحانه لا يفرض علينا الثقة / الإيمان بالذات الحقيقية، بل نحن مَن نقرر ذلك.
مثلما آمن أبراهيم بأن الله يقيم الأموات لذلك بذل أسحق ابنه بالجسد، وعاد به حياً مثال قيامة المسيح ومن وراء الزمن. والمسيح هو حقيقة ذبح اسحق وقيامته
هكذا أعطانا الله أن نضع ذواتنا، أغلي ما لدينا لكي يصير لها الخلود والوجود فيه: " لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ 37 أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه " (مرقس ٨).
"18 لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضا. هذه الوصية قبلتها من أبي». 17 لهذا يحبني الآب، لأني أضع نفسي لآخذها"
هذه وصية الآب وفرحه أن نحفظ ذواتنا الغالية جداً عندنا، لأنها هي هكذا عنده: "هذه الوصية قبلتها من أبي". "لهذا يحبني الآب، لأني أضع نفسي لآخذها". هذا قاله له المجد عن ذاته القدوس لنكون مثله أن بذلنا لذواتنا هو في المسيح فقط وليس لأي سبب آخر، بل من أجل خاطر الآب ومشيئته أن يحفظ ذواتنا في المسيح:
"ومَن يهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل فهو يخلصها"،
وإلا كان البذل خسارة وفقدان وكسرة نفس وذِلة بل مرض نفسي.
أما المسيح فقد بذل ذاته وعلى مثاله كان إبراهيم وكل من يبذل ذاته حباً لذاته الحقيقية ليحفظها خالدةً في المسيح ربنا...والسُبح لله.
المصادر:
انجيل يوحنا ١٠
" إني أضع نفسي لآخذها أيضا.
18 ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي.
لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضا"
انجيل مرقس ٨:
" 31 وابتدأ يعلمهم أن ابن الإنسان ينبغي أن يتألم كثيرا، ويُرفَض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة، ويقتل، وبعد ثلاثة أيام يقوم.
32 وقال القول علانية. فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره.
33 فالتفت وأبصر تلاميذه، فانتهر بطرس قائلا: «اذهب عني يا شيطان! لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس».
34 ودعا الجمع مع تلاميذه وقال لهم: «من أراد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني.
35 فإن من أراد أن يخلص نفسه يهلكها، ومن يهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل فهو يخلصها.
36 لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟
37 أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه "