ثـــــــــور غاضب
عُرف الثور بقوة الاحتمال والقدرة على الخدمة والعمل الشاق والغضب القاتل وذبيحة السلامة والذبيحة الكفارية. ان مصارعة الثيران أكبر دليل علي هذه الدموية والغضب وحب القتال. والثور هو قائد القطيع والمدافع عنه بقرونه الحادة. ويشهد عنه أشعياء النبي أنه من الذكاء لدرجة أنه يعرف قانيه أي صاحبه (أشعياء 1: 3).
ففي الرسوم المسيحية إذا أحاطت راسه هالة فهو رمزاً للقديس لوقا. أما برسوم عصر النهضة فقد كان رمزاً لشعب إسرائيل. لكنني لست أدرى لماذا ارتبط الثور بذهني بمفهوم الغضب وسلوك الفرد الغضبان. فأتذكر تعبيرات مختلفة مثل: فلان تجنبه لأنه عند غضبه يكون مثل الثور الهائج. أو فلان كلامه نطح ثوراً غاضباً، يُجَرح ويوجع. وهذا أيضا ذكرني بغضب الرب الاله على شعبه وعقابه لهم.
فالغضب الإلهي مقدس طاهر يساعد على الإصلاح أما غضب الإنسان فهو لا يصنع بر الرب الاله، أي ليس فيه صلاح أو رحمة (يعقوب 1: 20). فالرب يطلب منا أن نغضب ولا نخطئ ولا تغرب الشمس على غيظنا لان حاكم نفسه خير من حاكم مدينة ويجب أن تكون الصلاة بلا غضب (1 تيموثاوس 2: 8). حيث أن أكلة من البقول ممزوجة بالمحبة خير من ثور معلوف ومعه بغضة (أي غضب مدفون). فعيسو عندما غضب وحقد علي يعقوب أخيه، طارده لسنين عديدة ليقتله (تكوين 27: 45).
كما كان لغضب يعقوب علي راحيل كرد فعل غيرتها لأختها بسبب الإنجاب أنه تسبب في موتها (تكوين 30: 2). أما غضب فوطيفار علي يوسف نتيجة كلام زوجته دفعه لوضعه في أعماق السجن في المكان الذي كان لأسري الملك المحكوم عليهم بالإعدام (تكوين 39: 19). أما أولاد يعقوب "شمعون ولاوي" الذين يشهد عنهما أبوهما واصفاً قائلاً:" أنهما آلات ظلم سيوفهما لانهما في غضبهما قتلا إنسانا، ملعون غضبهما لأنه شديد وسخطهما لأنه قاس. في مجلسهما لا تدخل نفسه وبمجمعهما لا تتحد كرامته لانهما في غضبهما قتلا إنسانا وفي رضاهما عقربا ثوراً" (تكوين 33؛ 49: 6، 7). وأيضاً قصة بالاق الذي اشتعل غضباً على بلعام لأنه لم ينفذ ما قد طلبه منه (عدد 24: 10).
وبالمثل في (متي 2: 16) عندما غضب هيرودس من المجوس فقتل أطفال بيت لحم. ولا نغفل هنا غضب رؤساء الكهنة والاويين علي يسوع عندما سؤل: هل انت ابن الرب الاله؟ أجاب انت قلت. فما كان منهم إلا تمزيق الثياب وتسليمه للصليب (مت 21: 15). وبولس الرسول غضب عليه اهل افسس وأرادوا قتله (أعمال 19: 28).
هكذا نري مما سبق ان كل غضب نهايته قتل وموت وسفك دماء. وكما أوضح كاتب المزمور عن الناس من حولنا بقوله: لولا قليلاً لابتلعونا أحياء عند احتماء غضبهم علينا، لكن الفخ انكسر ونحن انفلتنا، عوننا باسم الرب الهنا الصانع السموات والأرض.
فالرب يسوع يحذرنا بقوله إن من يغضب على أخيه باطلاً يكون مستوجب نار جهنم. لكن احذر عزيزي من غضب إبليس (رؤيا 12: 12) لأنه قتال ومهلك ويجول ملتمسا من يبتلعه، فينصب الفخاخ ويضع الخطط ليوقعك في براثنه. فانت إما ان تكون تحت سلطانه تنفذ مشيئته وإرادته أو تكون تحت سلطان وإرشاد الروح القدس الرب الاله المحب للحياة الذي قال قد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل.