خواطر مسافر إلى النور (207)
العدل الإلهي في المسيحية... ولماذا يختلف عن مفهوم البشر ودياناتهم لعدل الله؟
أولاً:
لأن العدل الإلهي في المسيحية هو طبيعة الله التي انفردت المسيحية باستعلان حقيقتها أنها محبة مطلقة " الله محبة" ولا شيء يستطيع استعلان تلك الحقيقة المطلقة أن " الله محبة" بجدارة تتناسب معها، إلا "ظهور الله في الجسد". لأن التجسد الإلهي هو حدث مطلق وسر إلهي: "عظيم هو سر التقوى، الله ظهر في الجسد".
وكل ما هو إلهي في المسيحية إنما هو مطلق، أي يتجاوز وبدون تعارض مع أهداف قوانين الله التي تحكم الخليقة. وعلى سبيل المثال فإن كل أسرار الله هي للحياة، وكل ما هو للهلاك ليس من الله.
ثانياً:
السبب الثاني لاختلاف مفهوم العدل الإلهي في المسيحية بأنه رحمة لا قصاص، هو أن يسوع المسيح هو "البار " قدوس القديسين وبالتالي لا يمكن أن تغمره الظلمة عند المواجهة بل هو الذي يبدد الظلمة بمجرد ملاقاتها .
ثالثاً:
والسبب الثالث هو تأسيسٌ على ما سبق توضيحه، فإن الله يحمل عنك ما يُثقل كاهلك لأنه سبحانه هو " الحب المطلق" وهو "البر المطلق".
ونختم بالآيات الدالة علي الحق المُعلَن في اللاهوت المسيحي بأن:
عدل الله هو رحمته. إذ أن الله هو البر، والبر يبتلع القصاص، وهذه هي الرحمة.
وبذلك فإن عدل الله هو بره، الذي يمنحه بسبب محبته، لأن الله محبة .
" ومحبة أبدية أحببتك، من أجل ذلك أدمت لك الرحمة" أرميا ٣:٣١
" هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به"، الحب يبتلع القصاص .
-" 1 إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ.
2 لأَنَّ …الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ … الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ….
33 مَنْ سَيَشْتَكِي عَلَى مُخْتَارِي اللهِ؟ اَللهُ هُوَ الَّذِي يُبَرِّرُ.
34 مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ اَلْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضًا، الَّذِي هُوَ أَيْضًا عَنْ يَمِينِ اللهِ، الَّذِي أَيْضًا يَشْفَعُ فِينَا.”(رومية٨)
"مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ،" (رو 3: 24).
"بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ. لأَنَّهُ لافرق." (رو 3: 22).
" لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ: لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ. (رومية 1: 17)
"لأَنْ فِيهِ مُعْلَنٌ بِرُّ اللهِ بِإِيمَانٍ، لإِيمَانٍ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا».
لأَنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ،" رومية ٧:١
والسُبح لله.