كنيسة من جنب مطعون
اوقع الرب الإله سبات على ادم فنام ليجري له عملية جراحية استأصل فيها أحد اضلاعه ليشكله ويبني منه جسد امرأة أطلق عليها ادم اسم "أم كل حي" أو "حواء". ومن جمالها وانبهاره بها التصق متمما وصية الرب الإله بالإكثار والنمو وأعمال الارض وبث الحياة في أركانها.
فالأموات سكان القبور لا يبنون ولا يغرسون ولا يزرعون ولا يعملون، لكن الأحياء كل شغلهم الشاغل التطوير والبناء والحضارة والتزايد في كل شيء من أول النسل حتى محصول الزراعة والتوسع في التعمير والبناء اي اعمال الحضارة والرقي والتأكيد علي القيم الانسانية مثل الفنون والموسيقي والشعر والكتابة وغيرها من امكانيات البشر وليس الحيوانات؛ وكما سمعنا كثيرا من المتكلمين والوعاظ ان الرب الاله اخذها من جنبه حتي تكون معين مثله قريبة من قلبه، فلم يأخذها من قدميه حتي لا يسحقها ويدوسها، ولم يأخذها من دماغه حتي لا تتكبر هي او تتسلط عليه لكن يسير الاثنان جنبا الي جنب يرفع كل واحد منهما الحمل من كل جانب.
ونظرا لأنها جزء من جسده وهي ايضا فيها نفخة نسمة فم القدير وتتميز بنفس وروح وجسد مثلها مثل ادم فيقول الكتاب المقدس عنها واصفا إياها بمعين نظيره. اي شخص يساعده له نفس اللحم والدم والشكل مثله لا فرق بينهما سوى التكوين الجسماني للوظيفة الانجابية حيث انها المعون الذي يحمل ويغذي الطفل في احشائها للتكاثر والتزايد والنمو.
مثلها مثل الكنيسة التي خرجت من جنب الرب يسوع المسيح المطعون على الصليب انه للوقت بعد ان طعن بالحربة خرج من جنبه دم وماء (يوحنا 19: 34). الماء دائما رمز التطهير وقوة الروح القدس بينما الدم رمز الخلاص والفداء؛ وكما ان حواء اخذت من جنب ادم لحم ودم، ماء ودم هكذا نشأت الكنيسة من جنب المسيح المطعون على الصليب والتي استمتعت بانتصاره على الموت بالقيامة كاسرا شوكته غالبا إبليس وعدم الحياة.
فالرب يسوع يقول: "انا هو القيامة والحياة، من امن بي ولو مات (الموت الجسدي) فسيحيا". (يوحنا 11: 25)، ويعلن بولس تلك الحقيقة لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح لي (فيلبي 1: 21). لنتذكر ونحن على اعتاب ذكرى القيامة ذلك الجنب المطعون الذي نبعت منه الحياة مثلما خرجت حواء من جنب ادم هكذا خرجت الكنيسة مغسولة بدم الرب يسوع مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة المقدسة المسموعة والمقروءة من جميع الناس التي منها وبها الحياة. وهذا ما اشار اليه الرسول يوحنا في رسالته الاولي والاصحاح الخامس حيث يقول: كل من يؤمن ان يسوع هو المسيح فقد ولد من الرب الاله.
وكل من يحب الوالد يحب المولود منه ايضا. بهذا نعرف اننا نحب أولاد الرب الاله: إذا أحببناه وحفظنا وصاياه. فان هذه هي محبة الرب الاله: ان نحفظ وصاياه. ووصاياه ليست ثقيلة، لان كل من ولد من الرب الاله يغلب العالم. وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم: ايماننا. من هو الذي يغلب العالم، الا الذي يؤمن ان يسوع هو ابن الرب الاله؟ هذا هو الذي اتى بماء ودم، يسوع المسيح. لا بالماء فقط، بل بالماء والدم. والروح هو الذي يشهد، لان الروح هو الحق. فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الاب، والكلمة، والروح القدس؛ وهؤلاء الثلاثة هم واحد. والذين يشهدون في الارض هم ثلاثة: الروح، والماء، والدم. والثلاثة هم في الواحد (أي في يسوع المسيح).
ان كنا نقبل شهادة الناس، فشهادة الرب الاله أعظم، لان هذه هي شهادة الرب الاله التي قد شهد بها عن ابنه. من يؤمن بابنه فعنده الشهادة في نفسه. من لا يصدق الرب الاله، فقد جعله كاذبا، لأنه لم يؤمن بالشهادة التي قد شهد بها ذاته عن ابنه. وهذه هي الشهادة: ان الرب الاله اعطانا حياة ابدية، وهذه الحياة هي في ابنه، من له الابن فله الحياة، ومن ليس له الابن فليست له الحياة. كتبت انا يوحنا هذا اليكم، أنتم المؤمنين باسم يسوع المسيح، لكي تعلموا ان لكم حياة ابدية.