A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

أذهاننا ...هي أرض المعركة

يتبارى الإنسان أن يصنع إله حسب رؤيته ويعبده، هذا الأمر مسطر بسطور في الكتب المقدسة، فتباري الشعب في القديم كلآ يصنع إلهه، هذا الأمر مريح للضمير و مريح للجسد أيضاً، فلقد وصف اشعياء النبي الذين يصورون لهم إلهه خاصة في الإصحاح ٤٤ قائلاً "الَّذِينَ يُصَوِّرُونَ صَنَمًا كُلُّهُمْ بَاطِلٌ، .. مَنْ صَوَّرَ إِلهًا وَسَبَكَ صَنَمًا لِغَيْرِ نَفْعٍ؟ نَجَّرَ خَشَبًا. مَدَّ الْخَيْطَ. بِالْمِخْرَزِ يُعَلِّمُهُ، يَصْنَعُهُ بِالأَزَامِيلِ، وَبِالدَّوَّارَةِ يَرْسُمُهُ. فَيَصْنَعُهُ كَشَبَهِ رَجُل، كَجَمَالِ إِنْسَانٍ، لِيَسْكُنَ فِي الْبَيْتِ! وَبَقِيَّتُهُ قَدْ صَنَعَهَا إِلهًا، صَنَمًا لِنَفْسِهِ! يَخُرُّ لَهُ وَيَسْجُدُ، وَيُصَلِّي إِلَيْهِ وَيَقُولُ: «نَجِّنِي لأَنَّكَ أَنْتَ إِلهِي»“. (إشعياء ٤٤: ٩، ١٠، ١٣، ١٧).

وأرجو ألا نستثني حاضرنا من هذه العبادات ولكن بحسب العصر الذي نحيا فيه، فما أكثر أشكال وألوان الآلهة التي نصنعها لأنفسنا بأنفسنا، فكل ما هو يشارك المسيح يسوع في قلبك هو صنم أو وثن. تذكر عزيزي إنني لا أريد أن اشتكي على أحد أو على نفسي ولا أريد أن ندخل أنفسنا في صغر نفس ولكن كل ما وددت أن أقوله إن نحيا بالتدقيق لا كجهلاء ولكن إن تمتلئ كل يوم بل لحظة في حياتنا بالروح القدس الوحيد القادر أن يطرد كل وثن وصنم صنعناه داخل قلوبنا.

رجوعا مرة أخرى لكلمة الله التي نستشف منها واقع حياتنا...ففي القديم اتخذ الإنسان سواء من شعب إسرائيل أو من الأمم ...اتخذ آلهة أخرى غير الرب يهوه، وهو الاسم الأشهر للرب في العهد القديم، فعلي سبيل المثال:

اتخذ شعب فلسطين داجون Dagon، إله لهم وهو اسم كنعاني من "داجان" ومعنا "حنطة". ويظن بعضهم أنه من "داج" ومعناه "سمكة". وهو اسم صنم عند الفلسطينيين (1 صم 5: 1-3) ويذكر الكتاب المقدس هنا كيف سقط داجون إمام الحضور الإلهي عند دخول تابوت عهد الرب إلى بيت داجون، سقط داجون على وجهة مقطوع الرأس واليدين، هنا نتوقف لحيظة لأشير إلى المواجهة مع أرواح الشر تبدأ من الذهن فلابد من تغير الذهن ولا توجد طريقه لتغيير الذهن إلا بقطع كل راس لداجون وتجديد ذهنك بكلمة الإنجيل.

أيضا اتخذ العمونين إلهه مثل الإله ملوك ملكوم أي ملككم وهو كنعاني معناه "ملك" (لا 18: 21) مولوك (أع 7: 43) ويُسَمَّى ملكوم أي ملككم (1 مل 11: 5؛ صف 1: 5) هو إله للعمونيين وكانوا يذبحون له ذبائح بشرية ولا سيما الأطفال. وسمي أيضا باسم أخر هو بعل، وهنا أشير إنه لا بديل لأي شخص إلا أن يعلن أن له ملك وبعل على حياته، فإما ان تعلن ملك الرب إنك تحت سيادة ملكوت الله وهو بعلك أي إنه في حالة اقتران وتزاوج روحي بينك وبين يسوع الملك الحقيقي إما لآخر؟!! ولك الاختيار!!!

مثال آخر لآلهة العالم وهو عشتاروث عشتروت آوعشتاروت. Ishtar وهو اشرس الآلهة فتكنا!؟ وذلك إن عبادة هذا الإله ارتبطت ارتباط وثيق بالدعارة والجنس لإشباع رغبة، وما أشبه الليل بالبارحة ((كلمة ليست روحية ولكن لتنبيه ذهن القارئ)) لننظر حولنا في العالم الآن وتجمع العالم حول فكرة تقنين الجنس خارج نطاق الزواج وتقتين المثلية الجنسية بل أزيدك من الشعر بيت ألا وهو اعتراف بعض الكنائس بمثل هذه العبادات.

وأعطى الصبغة الدينية لممارسة الجنس، إلا ينهض ذهنك عزيزي القارئ كل هذا الذي يحدث حولنا أن عبادته مازالت حولنا بل أتجرأ وأقول إنها أخذت إشكال وأطياف أكثر شراسة وتدمير من البارحة بكثير، وان اختفت المعابد والأصنام المصنوعة بالأيدي ولكن في أيدي كل شخص الآن جهاز أو أكثر يستطيع من خلاله أن يدخل إلى عالم آخر من خلال الشبكة العنكبوتية، أو الإنترنت، يدخل إلى عالم افتراضي فيه إشكال والوان من الآلهة والأصنام ...لذا قال الرب:

"لأَنَّهُمْ تَرَكُونِي وَسَجَدُوا لِعَشْتُورَثَ إِلهَةِ الصِّيدُونِيِّينَ، وَلِكَمُوشَ إِلهِ الْمُوآبِيِّينَ، وَلِمَلْكُومَ إِلهِ بَنِي عَمُّونَ، وَلَمْ يَسْلُكُوا فِي طُرُقِي لِيَعْمَلُوا الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيَّ وَفَرَائِضِي وَأَحْكَامِي كَدَاوُدَ أَبِيهِ." (1 مل 11: 33).

والعهد القديم ملئ بأسماء من آلهة الأمم أو أشكال العبادات التي حذرت منها كلمة الله ولا أريد أن اذكر أمثلة أكثر من هذا. فالهدف هو أن انهض ذهننا جميعاً إننا محاطين من كل جهة وفي كل زمان بعبادات وآلهة غير الإله الحق، فالشيطان قادر على تغير شكله بحسب إنه يتناسب مع العصر حتى إنه وَلاَ عَجَبَ. لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ! (٢ كورنثوس ١١: ١٤)، فلا حماية ولا مفر من الهروب من عبادة الأصنام إلا إن نخضع لكلمة الرب، وهنا استحضر موقف ذكره الرب يسوع، في إنجيل متي و لوقا عن الروح النجس، قال: "إِذَا خَرَجَ الرُّوحُ النَّجِسُ مِنَ الإِنْسَانِ يَجْتَازُ فِي أَمَاكِنَ لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ، يَطْلُبُ رَاحَةً وَلاَ يَجِدُ.ثُمَّ يَقُولُ: أَرْجعُ إِلَى بَيْتِي الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ. فَيَأْتِي وَيَجِدُهُ فَارِغًا مَكْنُوسًا مُزَيَّنًا".(متى ١٢: ٤٣، ٤٤)

فالبيت المكنوس المزين هنا ... الذي لا يسكنه روح الرب، سيكون مسكن لسبعة أرواح من الشرير، وينطبق هذا علي كل شيء في حياتنا، فكل أمر أو وقت أو ذهن أو فكرة أو شهوة أو جلسة أو حديث أو مشاهدة.....الخ، كل هذا إن لم يستلمه روح الرب منك بإرادتك سوف يستلمه آخر!!

وهنا أود أن أشير إلى اهم واقوى تحدي لنا في هذه الأيام وهو الوقت...فالوقت من أثمن وأعظم الوزنات التي في أيدينا ومع الأسف نهدرها بلا مبالاة.

افتدي وقتك عزيزي، افتدي وقتك لأنه فكل دقيقة أو ثانية لا تفكر فيها أو تكرسها لروح الله أعلم أنها لروح العالم، افتدي وقتك و استأسر كل فكر لإطاعة المسيح، افتدي الوقت الذي تجلس فيه أمام التلفزيون أو أمام شاشة الكمبيوتر أو الموبايل...وكرس وقت فيه تجلس عند رجلي السيد كمريم أخت لعازر وأدرك أن الحاجة إلى وأحد، وأجعل كلمة الرب طعام يومي لك ، لذا لا أهمل أن اذكر نفسي وأذكركم بهذا كما قال الرسول بطرس لِذلِكَ لاَ أُهْمِلُ أَنْ أُذَكِّرَكُمْ دَائِمًا بِهذِهِ الأُمُورِ، وَإِنْ كُنْتُمْ عَالِمِينَ وَمُثَبَّتِينَ فِي الْحَقِّ الْحَاضِرِ.(٢ بطرس ١: ١٢) فافتدي الوقت لأن الأيام شريرة.

هنا اذكر قول للقديس أبو مقار الكبير "كما أن البيت الذي يوجد سيده في داخله يكون مملوءً بالتنسيق والجمال والانسجام، هكذا النفس التي يكون ربها ساكناً معها، ومقيماً فيها، فإنها تمتلئ بكل جمال ونعمة. إذ يكون لها الرب بكل كنوزه الروحية ساكناً فيها وهو الذي يقودها ويوجّه حركتها، ولكن الويل للبيت الذي لا يكون سيده فيه. إذ يكون مقفراً خرباً ويمتلئ من كل قذارة وفوضى وهناك كما يقول النبي تسكن "وحوش القفر والشياطين" (إش14،13:34 السبعينية). وفي البيت المهجور توجد القطط والكلاب وكل نجاسة، الويل إذن للنفس التي لا تقوم من سقوطها الفادح، ولا تقبل في داخلها رب البيت الصالح، الذي هو المسيح ليسكن فيها، بل تبقى في نجاستها ويظلّ في داخلها أولئك الذين يقنعونها ويجبرونها على معاداة عريسها، وراغبين أن يفسدوا أفكارها بعيداً عن المسيح.