A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

مسيحية... ”مخففة”

يقول اسبيرو جبور في كتابه «الله في اللاهوت المسيحي» يقول في تاريخ الكنيسة الهراطقة هم المبسطون، مع انهم فهماء كبار، إنما أخرجوا أنفسهم من نور النعمة، فالمسألة ليست فلسفة وعلم فقط، بل نيران الروح القدس التي تضطرم في القلب، إن المسيحية الحقيقية ليست بلاهة وغفلة بلا عمق. لان الديانة المقبولة بالعقل والمنطق هي من صنع البشر، أما ما هو من الله فالطبع يكون فوق مستوى العقل البشري!!

لقد قال جان جاك روسو الكاتب الفرنسي الشهير في القرن الــــــ ١٨، قال عن الإنجيل، استحالة كتابته من قبل أناس يهود أو اختراعه لان مبتكره سيكون مذهلا أكثر من بطله، وهو يعني أن من يخترع الإنجيل اختراعا سيكون مذهلا أكثر من المسيح نفسه.

هنا لا أحاول عزيزي القارئ بأن أقنعك أن الإنجيل كتاب الله أو هو كلمة الله أن كنت مسيحيا، لان اعلم علم اليقين إنك تؤمن بهذا ولكن إن كنت غير مسيحياً، فأرجو أن تأخذ برهة من الزمن وتفكر في هذا الكلام، بحيادية مطلقة، أما إن كنت مسيحيا فأرجو أن تكمل قراءتك لهذا المقال الذي سوف يضعك في موقف الحكم على نفسك بنفسك!!

بما إنك تعلم أن إبليس هو عدوك اللدود وهدفه الوحيد ليس أن تقع في الخطية لان فعل الخطية ما هو إلا نتاج مراحل مررت بها قبلا كما يقول الكتاب "١٤ وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ. ١٥ ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا." (يعقوب ١: ١٤، ١٥)، إذن الكتاب واضح فإن الشهوة. هي نتاج الفكر وساحة الفكر هو الذهن، والذهن هو ارض المعركة، والفكر ينتج شهوة، والشهوة تنتج فعل ما نسميه الخطية، والموت هو النتيجة الحتمية للفكر الغير مجدد بكلمة الله.

إذن نحن أمام مواجهة ذهنية، فكما بدأت حديثي أن الهراطقة هم المبسطون، وإذا قرأت تاريخ الهراطقة على مدار التاريخ الكنسي تجد أن أفكارهم تتفق مع العقل البشري وتتناسب مع المنطق.

فعندما أنكر نسطور على العذراء مريم لقب "والدة الإله"، وقال إن العذراء لم تلد المسيح الله الظاهر في الجسد بل ولدت المسيح الإنسان، وكما نقول في اللغة الإنجليزية «make sense» بالعقل والمنطق، لان الله لم يلد ولم يولد، فاتخذ نسطور من العقل والمنطق ذريعا لإنكار لاهوت المسيح، وهكذا أنكر نسطور عقيدة تأله الإنسان وكان يستهزئ بهذا اللفظ (التأله بالمعنى المسيحي) أي شركتنا في الطبيعة الإلهية. ويدعوه التأله بالمعنى الوثني أن نصير آلهة تُعبد... وأن ما نتناوله في سر الافخارستيا هو ناسوت المسيح فقط.

وهكذا ...إذن فالهراطقة هم المبسطون، إذ أن العقل أو الذهن المطلق أي غير المجدد بكلمة الله والروح القدس لا ولن يستطيع أن يقبل ما لروح الله لأنه بالنسبة له جهالة كما قال بولس الرسول وَلكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ، وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيًّا. (١ كورنثوس ٢: ١٤).

فالحق الإلهي لا يُخفف ولا يُسطح بحجة البساطة، وهذه الكلمة استخدمت مع الأسف الشديد استخدام سيء في المجال الروحي، فقيلت مرة أن البسطاء يسبقونا إلى الملكوت، فاتخذنا هذه المقولة ذريعة للتسطيح ولتجهيل الناس رغم إنني أكاد اجزم أن قائل هذه العبارة لا يعني هذا على الإطلاق انه أن فتشتنا في الكتاب المقدس، هو كفيل بأن يجعلنا بسطاء في الإيمان ولكن حكماء في الروح، فلا تدعوا البساطة بحجة البساطة لان المبسطون للأسف هم الهراطقة!