نهضة العذراء
في هذا الموسم من كل سنة، أي موسم الصوم الذي يطلق عليه بين العامة، صوم القديسة العذراء مريم، وهو بالطبع تسمية خاطئة كمسميات كُثر في الكنيسة تحتاج لمراجعة وتثقيف الناس، لكن دعوني من المسميات والتعريفات التي تنم عن جهل صارخ بين الشعب القبطي الذي يصر على تجهيل نفسه إذ يصر على عدم القراءة والبحث وراء ما هو موروثات شعبية بدعوى البساطة.
لقد كتبت عدة مقالات عن هذا الأمر ولكن هيهات أن يقرأ أو يسمع أحد لدرجة إنني شخصيا فقدت الشغف للكتابة إذ وجدت أن لا جدوى للكتابة رغم أن ما أقوله الآن ضد كلمة الله إذ يقول الكتاب المقدس "اِرْمِ خُبْزَكَ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ فَإِنَّكَ تَجِدُهُ بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَة"ٍ. (الجامعة ١١: ١) وأيضا في العهد الجديد يقول "إِذًا لَيْسَ الْغَارِسُ شَيْئًا وَلاَ السَّاقِي، بَلِ اللهُ الَّذِي يُنْمِي. ٨ وَالْغَارِسُ وَالسَّاقِي هُمَا وَاحِدٌ، وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ سَيَأْخُذُ أُجْرَتَهُ بِحَسَبِ تَعَبِه"ِ. (١ كورنثوس ٣: ٧، ٨) إذ لست أنا المسئول عن الثمر ولا أنا المسئول عن جهل الناس، لأنني ببساطة لست في وضع مسئولية ولكني أتكلم من وضع المسئولية التي وضعها الرب يسوع على عاتق كل مؤمن أو ابن له. وأيضا من منطلق الحق الكتابي لان من أخذ شيء من الروح القدس لابد وان يعطي وإلا وقف النبع الإلهي من أن يعطي ما لم تعطي ما أخذت.
والآيات في هذا الصدد كثيرة جدا إذ أردت عزيزي القارئ يا من تقرأ هذه السطور أن تقرأ عن هذا الأمر اقرأ ما كتبه الوحي المقدس عن عمل الروح القدس في إنجيل يوحنا 《مَنْ آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ الْكِتَابُ، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ». قَالَ هذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ، لأَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ بَعْدُ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ قَدْ مُجِّدَ بَعْدُ. (يوحنا ٧: ٣٨، ٣٩)》وأيضا اصحاحات من ١٤،١٥،١٦، ، من نفس الإنجيل. لكن إذ أردت أن تعرف من هم المسئولين عن تجهيل الشعب القبطي، اسأل نفسك أولا.
رجوعا إلى مقدمة مقالي هذا عن نهضة السبدة العذراء في كنيسة العذراء مريم بمدينة مسيساجا كندا، إذ في هذا الموسم تجد الكنيسة على بكرة أبيها مزدحمة وتعج من الشعب وهذا بالطبع حسب الضيف المتكلم ويا حبذا لو كان من الأسماء اللامعة في سماء الوعظ المسيحي ومن الأسماء التي تجذب الناس وتصنع رواجا تجاريا، وهم معرفون سواء هنا في كندا أو في المجتمع الكنسي في مصر، وكما يقولون انه موسم والكل يستفيد سواء بيع منتجات من صور أو أيقونات أو هدايا وخلافه، بالطبع الكتب تأتي في مؤخرة المبيعات.
وشاء الرب أن أذهب يوما إلى ذلك الحفل الكنسي ولم أجد مكان للسيارة إذ المكان كان مزدحما جدا - كما قلت انه موسم- فالناس تحب أن تحضر نهضة العذراء "علشان دي عادة وربنا ما يقطع لك عادة كالعادة"، ودخلت الكنيسة وكانت فترة الأسئلة قبل العظة وانا لست من مستمعي الضيف ولا تستهويني طريقته في العظات ولكن فترة الأسئلة كانت كافية جدا لكي أتشبع وأدرك تمام الإدراك انه كما قال سعد زغلول المقولة المشهورة على لسان المصريين "مفيش فايدة"، كم الأسئلة ونوعيتها تنم عن أكثر من نقطة سوف ألخصهم في نقاط كالتالي:
١- الوعي بين المسيحيين لا يفرق شيئا عن الوعي الإسلامي من حيث الإيمان بالقضاء والقدر والحظ وأعمال السحر والعكوسات وخلافه.
٢- لا يوجد من يهتم ويسأل سؤال روحي سواء لاهوتي أو خلافه فكل الأسئلة تندرج تحت عنوان الأمور الاجتماعية والزواج والمشاكل الزوجية والطلاق وزواج الأبناء والخلافات بين الأسرة والحقائد وخلافه.
٣- من نوعية الأسئلة تكتشف أن هنالك فجوة واسعه بين الكهنة والشعب. إما أن الشعب لا يثق في كهنته وآرائهم في حل المشاكل السابق ذكرها أو أنه لا يوجد اتصال مباشر أو افتقاد بالمعنى المتعارف عليه، فالكل مشغول بمشغولياته.
٤- المستوى الذي وصل له شعبنا القبطي من التجهيل يحتاج إلى سنوات لمحو هذا الذنب بالتعليم كما كان يقول البابا شنودة الثالث: إذ سألت نفسي هذا السؤال وأنا خارج من الكنيسة إذ قمت بدعوى اجتماع لدراسة الكتاب المقدس أو اجتماع تعليم كم من هؤلاء سوف يبدي استعداده للحضور؟! اترك الإجابة لكم.....