The Illusion of Multicultural Harmony الفيلم الهندي ”حياة الماعز” يثير جدلا بسبب نظام الكفيل في السعودية اكتشاف ثاني أكبر ألماسة في العالم خفايا السموم في الكتب القديمة.. تحذير لعشاق الأنتيكا جسم سماوي يهدد الأرض بانفجار هائل.. ”ناسا” تكشف التفاصيل أخطاء في جواز السفر قد توقف رحلتك.. احذرها! متى يعتبر وزن الحقيبة المدرسية زائداً؟ كيفية تحضير الجيلي بالبسكويت نصائح ذهبية لشراء العطر المناسب 5 نصائح لتواصل أفضل بين الزوجين.. من أجل سعادة زوجية حقيقية رونالدو يتحدث عن: موعد اعتزاله.. ووجهته بعد نهاية مسيرته الكروية بعد واقعة نجم الزمالك الأسبق.. حالات «بلع اللسان» بين النجاة والوفاة

حينما تجمح الشعوب (٣)

ها نحن على أعتاب الخطوات الأخيرة في رحلتنا مع موضوع الحروب الروحية التي نخوضها ضد ابليس ومملكته المظلمة، وقد سلطنا الضوء على بعض الأسلحة الدفاعية التي يستخدمها الإنسان في هذه الحرب، أسلحة عقلية كالرجاء الذي يملأ الذهن، كذلك سلاح الإيمان الذي يغمر القلب. نتحدث اليوم عن الهجوم على إبليس ومملكته! قد تكون الفكرة صادمة بعض الشيء لأن أغلب الناس تعودت على فكرة الدفاع والتصدي لإبليس ولكن الحقيقة التي يعلنها الكتاب المقدس هي أن الهجوم على إبليس ومملكته حق لكل إنسان مسيحي شرط أن يصدق الإنسان أن الذي يحارب هو شخص الرب يسوع وهو يحارب لنا وبنا فالنصرة مضمونة لأن الحرب ليست لنا بل للرب، "الرَّبُّ رَجُلُ الْحَرْبِ. الرَّبُّ اسْمُهُ" (الخروج ١٥: ٣).

المؤمنون نوعان، نوع يعرف قوة وقدرة المسيح ويثق في قدرته وانه فوق كل جنود مملكة ابليس فيثق فيه ولا يخاف أن يهجم على ابليس وعلي مملكته. ونوع آخر يعرف جيدا هذه القوة الجبارة ولكنها مجرد معرفة نظرية وإيمان سطحي لا يمت بصلة الي الواقع العملي. وهذا ما حدث مع شعب بني إسرائيل حينما امر الرب موسي ان يرسل اثني عشر جاسوسا الي كنعان. فبعد ان عادوا ليخبروا موسي بما رأوه انقسموا إلى فريقين: الفريق الأول مكون من عشرة جواسيس أي الأغلبية، وكان رأيهم هكذا: "غَيْرَ أَنَّ الشَّعْبَ السَّاكِنَ فِي الأَرْضِ مُعْتَزٌّ، وَالْمُدُنُ حَصِينَةٌ عَظِيمَةٌ جِدًّا. وَأَيْضًا قَدْ رَأَيْنَا بَنِي عَنَاقَ هُنَاكَ. وَأَمَّا الرِّجَالُ الَّذِينَ صَعِدُوا مَعَهُ فَقَالُوا: «لاَ نَقْدِرْ أَنْ نَصْعَدَ إِلَى الشَّعْبِ، لأَنَّهُمْ أَشَدُّ مِنَّا». وَقَدْ رَأَيْنَا هُنَاكَ الْجَبَابِرَةَ، بَنِي عَنَاقٍ مِنَ الْجَبَابِرَةِ. فَكُنَّا فِي أَعْيُنِنَا كَالْجَرَادِ، وَهكَذَا كُنَّا فِي أَعْيُنِهِمْ». (العدد ١٣: ٢٨، ٣١، ٣٣).

للآسف انه حال الكثير من المؤمنين الذين يخافون من مملكة الظلمة. اما يشوع بن نون وكالب بن يفنة كان لهما رأيا آخر: "لكِنْ كَالِبُ أَنْصَتَ الشَّعْبَ إِلَى مُوسَى وَقَالَ: «إِنَّنَا نَصْعَدُ وَنَمْتَلِكُهَا لأَنَّنَا قَادِرُونَ عَلَيْهَا». (العدد ١٣: ٣٠). يا لروعة الإيمان والقوة التي يمتلكها المؤمن الحقيقي الذي يدخل ويمتلك. بل والأروع ما قيل من هؤلاء الأبطال: "إِنَّمَا لاَ تَتَمَرَّدُوا عَلَى الرَّبِّ، وَلاَ تَخَافُوا مِنْ شَعْبِ الأَرْضِ لأَنَّهُمْ خُبْزُنَا. قَدْ زَالَ عَنْهُمْ ظِلُّهُمْ، وَالرَّبُّ مَعَنَا. لاَ تَخَافُوهُمْ". (العدد ١٤: ٩). كلمات إيمان جبارة، "انهم خبرنا"! أي سنلتهمهم! أن الخبز غذاء الجسد، فالحرب والنصرة على إبليس باسم الرب تصبح غذاء للروح وتضيف للمؤمن قوة روحية وتنمي وتقوي عضلات إيمانه.

صديقي، تعلم أن تهجم على إبليس ومملكته، فقد تحدث القديس مقاريوس في إحدى عظاته عن ضرورة طرد الأرواح الشريرة التي تقيدنا فقال: "إن الكمال الحقيقي لا يكمن في مجرد تجنب الشرور، بل بالدرجة الأولي أن تقتحم عقلك المظلم لتميت الحية الموجودة في داخله.. هذه الحية (الأرواح الشريرة) تقتلك لأنها تتوغل داخل حجرات نفسك الخفية.. اقول لك ضعها تحت الموت.. تخلص من كل نجاساتها التي تلوثك.. ولكن لا طريق لهذا غير الذي صلب عنا ".

إن كان هذا هو تعليم الآباء، فالأهم من هذا أن الكتاب المقدس نفسه يشجعك ويحثك على هذا الهجوم، فقد هاجم شعب الرب اريحا المدينة القوية ذات الأسوار بل وهي أقوى مدن العدو. لم تكن مجرد معركة تتكرر.. بل معركة مميزة عن كل المعارك.. المعركة الأولي والحاسمة.. انها المعركة التي توجه الي اهم هدف او قيد قد يقيد به ابليس المؤمن. انه القيد الأول والأقوى، انه قيد الجنس بالنسبة للسامرية وقيد المال بالنسبة لزكا.

لقد واجه بني إسرائيل وهجم على أريحا المدينة الحصينة فانتصروا. ففي هذا النص نرى الرب يوجه الشعب الي الأسلحة التي يستخدمها في هذه الحرب: "وَسَبْعَةُ كَهَنَةٍ يَحْمِلُونَ أَبْوَاقَ الْهُتَافِ السَّبْعَةَ أَمَامَ التَّابُوتِ. وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ تَدُورُونَ دَائِرَةَ الْمَدِينَةِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَالْكَهَنَةُ يَضْرِبُونَ بِالأَبْوَاقِ. (يشوع ٦: ٤). سلاحان اساسيان لا غني عنهما، الأبواق وتابوت العهد، فالكهنة يضربون بالأبواق وهم سائرون حول الأسوار ويحملون تابوت العهد الي ارض المعركة.. الي الأسوار..

عزيزي القارئ، الكتاب المقدس يعلن لك إنك تحتاج إلى سلاحين للهجوم على أريحا أي للهجوم على دائرة ابليس التي يمتلكها في حياتك. تحتاج أولا إلى الأبواق، فالأبواق هي شهادتك بقوة وبإيمان وإعلانك أمام مملكة إبليس إنك للرب يسوع وانه قد اشترانا بدمه فنحن له ولا يمكن أن يكون لإبليس ومملكته اي حق في ان يقيدنا. يجب أن تصدق وتشهد وتعلن هذا الحق الكتابي وتشهد أمام العدو كما يضرب البوق وتعلن إنك غالب ومنتصر بقوة دم المسيح: "وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ". (رؤيا ١٢: ١١). صدق واشهد وأعلن قوة دم المسيح .. حمل الله .. فتسقط أسوار الخطية والقيود من حياتك.

أما تابوت العهد، فهو السلاح الثاني في هذه المعركة وهو اسم الرب يسوع. فالتابوت في العهد القديم يعلن عن حضور الرب وسط شعبه، لذلك كانت الكنيسة الأولى تعلم جيدا النطق بهذا الاسم. فإسم الرب يسوع يعلن ويعبر عن شخصه وعن حضوره فمجرد النطق به بإيمان أمام الأعداء يعني اننا متيقنون بأن المعركة هي معركة الرب يسوع: " فَلْيَكُنْ مَعْلُومًا عِنْدَ جَمِيعِكُمْ وَجَمِيعِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ، أَنَّهُ بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ، الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمُ، الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِذَاكَ وَقَفَ هذَا أَمَامَكُمْ صَحِيحًا". (أعمال الرسل ٤: ١٠).

أدعوك عزيزي القاريء أن تختبر هذه النصرة في المسيح وان تدخل معه وبه معارك حياتك لتتحرر من قيود الحزن او الكآبة او أليآس اوعقدة الذنب، فإبليس ليس له حق فينا أبدا، فما أروع أن نتذوق ونختبر ونحيا الحرية في المسيح.

المراجع

St. Macaruis, Hom. 17 : 15.

الفخ انكسر، الاب دانيال.