أحد لم يفقد
تذكر عزيزي يوما ما ضاع منك شيء، كم لمت نفسك على اضاعته وحاولت قدح زناد فكرك وعقلك لتتذكر متي وكيف واين ضاع منك هذا الشيء، وما هي اخر مرة كان معك، وكم الضيق والمعاناة النفسية والبحث المضنى لتجده. كم هو شيء مرهق ومتعب ليس للبدن فقط ولكن للعقل ايضا.
ذات القصة شرحها الرب يسوع المسيح نفسه في مثل الدرهم المفقود (لوقا 15: 7، 8) كيف أن تلك المرأة في الحال لاكتشافها ضياع الدرهم قلبت وكنست البيت كله حتى وجدته ثم احتفلت مع الأصدقاء بهذه المناسبة. فالرب الإله يعلم كل هذه المشاعر لذلك اوصي شعبه في (سفر التثنية اصحاح 22 الأعداد الأولى) قائلا: لا تنظر ثور اخيك او شاته شاردا وتتغاضى عنه بل ترده إلى أخيك لا محالة. وان لم يكن اخوك قريبا منك او لم تعرفه فضمه إلى داخل بيتك ويكون عندك حتى يطلبه أخوك حينئذ ترده إليه. وهكذا تفعل بحماره وهكذا تفعل بثيابه. وهكذا تفعل بكل مفقود لأخيك يفقد منه وتجده، لا يحل لك أن تتغاضى.
وفي اشعياء 40: 26 يقول النبي لشعب الرب مذكرا اياهم كيف أن الرب يعتني بالعصافير: ارفعوا إلى العلاء عيونكم وانظروا من خلق هذه. من الذي يخرج بعدد جندها يدعو كلها بأسماء. لكثرة القوة وكونه شديد القدرة لا يفقد أحد؛ كم هذا بالنسبة إلى الأشياء المادية فما بالك بالإنسان، لمن فقد عزيز كام او زوج او زوجة او ابن او بنت او اخ او اخت او صديق، كم مؤلم وموجع هذا الفقدان. فكان هذا تقرير الحرب لكل من موسي وداود (عدد 31: 49؛ صموئيل الأول 30: 19) قالوا لموسى: عبيدك قد اخذوا عدد رجال الحرب الذين في أيدينا فلم يفقد منا إنسان. وداود عندما رجع من معركة وجد كل المدينة الخاصة به محرقة بالنار وسبيت نسائه ونساء المدينة، فللوقت ذهب واسترجع كل شيء، ولم يفقد لهم شيء لا صغير ولا كبير ولا بنون ولا بنات ولا غنيمة ولا شيء من جميع ما اخذوا لهم بل رد داود الجميع.
عزيزي كم من قصص لأمهات يبكين أولاد ضاعوا سواء في الخطية او فقدوا ولا يعرفون طريقهم؛ اقول لك حان الوقت لترفع صلاة بحرارة من اجلهم حتى يرد المفقود؛ فاذا مات الشخص وهو مؤمن بالرب يسوع المسيح لا تحزن لأنه يسكن في حضن المسيح اما إذا كنت لا تعرف مكانه صلي حتى يريح الرب قلبك وتسكن مطمئن لأجل أحباءك.
نعم عزيزي اعلم إننا نمر هذه الايام في عالم غريب كله مواقف لم نمر بها من قبل جديدة على البشرية لكنني اعلم واوقن بشيء واحد ان الذي في يد يسوع المسيح محمي بدم الحمل المذبوح على الصليب هو لن يفقد لأن هذا الإنسان قال: انت يا رب ملجئي وجعل العلي مسكن وحصن. لان هذا وعد الرب الذي قاله ذاته له العظمة والقدرة والسلطان: لأنه تعلق بي انجيه. ارفعه لأنه عرف اسمي. يدعوني فاستجيب له. معه انا في الضيق. أنقذه وأمجده. من طول الأيام أشبعه واريه خلاصي (مزمور 91: 14 – 16).
فالمسيح ذاته قال لنا: أنتم أفضل من عصافير كثيرة. بل شعور رؤوسكم ايضا جميعها محصاة! فلا تخافوا (لوقا 12: 7). لذلك دعنا نقول مع بولس: لهذا السبب احتمل هذه الامور ايضا. لكنني لست اخجل، لأني عالم بمن أمنت فهو قادر أن يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم (2 تيموثاوس 1: 12). الرب يحفظنا من كل شر وشبه شر.