عادل عطية يكتب: عندما نظلم إرادة الله!
بقلم: عادل عطية
كلما زلزلت الأرض زلزالها، ونكب الناس في اعزائهم، سرعان ما تشيع على ألسنتهم، مثل هذه العبارات الخالدة: "اني أعتقد انها إرادة الله"، "هذا قضاء الله ولا راد لقضائه"، "لولا أن الله هو الذي أراد ذلك لمت كمداً"!
اننا في كل الحوادث القاسية الأليمة، نحتضن فكرة عن الله غير إنسانية!
فأي إله هذا الذي يتعمد فرض الألم والأسى على عباده، ثم يأمرهم بأن يرفعوا رؤوسهم ويقولوا والدموع تنهمر من عيونهم "لتكن ارادتك"؟!..
أسألوا أنفسكم..
إذا اختطف إرهابي طائرة مدنية، وفجّرها في الجو.. فهل هذه هي إرادة الله، أم إرادة الإنتحاري؟
وإذا قذف طفل طائش بنفسه وسط زحمة العربات والسيارات وهو يجري وراء كرة يلهو بها، فتدهمه احداها، وتقضي عليه.. فهل ذلك حدث بإرادة الله، أم بسبب جنوح الطفل نفسه؟
وإذا سقط طفل من نافذة في طابق عالٍ، ودق عنقه، فهل حدث ذلك بإرادة الله، أم بسبب اهمال والديه؟
البعض يظن أن الحرب تنشب تبعاً لإرادة الله، مع انها مقاومة لإرادته، وتحذيره الأبدي: "كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون"!
والبعض يعتقد بأن المرض من إرادته، مع أنه في مناسبات عديدة لا تحصى قاوم المسيح أنواعه الكثيرة وتغلّب عليها، بل وأعطى أوامره لتلاميذه ورسله: "اشفوا المرضى"!
لا بد أن نقرّ بأن هناك أشياء كثيرة في هذا الجانب الخطير من الحياة، لا نستطيع فهمها تماماً، وتُحيّر عقولنا المحدودة.. لكن هناك ما يذكرنا دائماً:
بأن مملكة الشر لا تريد أن تتركنا لحالنا!
واننا حين نتمرد على القوانين الثابتة في الطبيعة، أو نُخرّبها، لا يغيرها الله، أو يُصلحها لمجرد أننا تؤمن به، وإلا أصبح الإيمان محاباة تُغري عليه!
وأن الله لا يوافق على القسوة والوحشية، ولا يُسرّ بالزلازل والعواصف المخربة الهوجاء!
وأن قلبه المتألم، في بوتقة سماحه لا مشيئته، يظل قريباً من قلوبنا المتألمة!